محاكمة تويترية لـ "أبوجفين" بتهمة تأليف كتاب

هل انهارت ثقافة الأمة بسبب كتاب؟!

 

كتبت: هبة حجاب:

منذ أيام يشهد موقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً بسبب مشاركة " أبوجفين" أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في معرض الرياض الدولي للكتاب بكتاب حمل عنوان "توصون شي ولاش".
بعض المثقفين في تويتر عارضوا كتاب أبوجفين معتبرين أننا وصلنا إلى مرحلة "جعل الحمقى أدباء القلم" وتوقعوا أن الكتاب سيحقق مبيعات عالية لأننا في زمن "مشاهير الغفلة" مطالبين وزارة الثقافة أن توقف تلوث عقول المراهقين وأن تحترم الكتاب، حامدين الله أننا "أمة لاتقرأ"!!.

وطالب مغردين بمنع الكتاب حفاظاً على وقت الشباب والأطفال من تضييعه في قراءة مثل هذا الكتاب، مشددين على ضرورة الحفاظ على المكتبة العربية عنوان الأمة.

المؤيدون يرون أن عالم الكتابة ينطبق عليه ماينطبق على اقتصاديات السوق الحرّ، فالكتاب منتج و "لولا اختلاف الأذواق لبارت الكتب".

مؤكدين أن إقتحام الشباب لمعرض الكتاب حدث يجب البناء عليه وليس هدمه، ثم لماذا كل هذا الهجوم على أبوجفين بالنقدم الهدام لماذا لانوجهه ونشجعه في تجربته الأولى للكتابة؟!

أخيراً يبقى السؤال المهم ماهو دور المؤسسات التربوية والثقافية تجاه الشباب الراغب في الكتابة والتأليف والنشر؟



البرجس: قليلاً من الإحترام للكتاب ياسادة:

كتب مبارك الشهري في تعليقه "تجاوزنا مرحلة جعل الحمقى مشاهير ووصلنا الى مرحلة : جعل الحمقى أدباء القلم يُعبث به من دور النشر دون حسيب او رقيب. لماذا انحصرت ذائقتنا ما بين سماجة ابوجفين ونظارة فيحان و سروال ابو سن. يبدو ان افضل محتوى متواجد في #معرض_الرياض_الدولي_للكتاب_2018 هو كشكات البليلة والفشار".


ووجه مساعد الخميس رسالة لأبو جفين قال فيها "عزيزي الطفل ابو جفين اعلم لا ذنب لك في إصدار الكتاب انت ضحية لمن استغل البرأة والقبول لديك في المجتمع اعلم الكتاب سوف يحقق مبيعات بأرقام فلكية بغض النظر عن المحتوى فالزمن زمن ابوجفين ومشاهير الغفلة يا زمن العجايب وش بقى ما ظهر”.

وتابع محمد البرجس "من حق كل شخص أن يُصْدِرَ كتاب تافهه ..لكن ..ليس من حق وزارة الثقافة ان تُجيزها وتلوث عقول المراهقين لمجرد أن مؤلفيها مشاهير اخر زمن !قليلاً من الإحترام للكتاب ياسادة ..الجميل في الموضوع أننا ولله الحمد أُمةٌ لا تقرأ "

مغردون يطالبون بالحفاظ على المكتبة العربية:

يقول المحامي/علي العتيبي "الكتاب مجرد غلاف من دون محتوى مفيد .. في العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية كانت المخطوطة المؤلفة التي يقدمها الكاتب للنشر، توزن بالذهب نحمد الله اننا امه لاتقرأ".


وطالب N-san "مع كامل احترامنا للحبيب أبو جفين.. يجب منع الكتاب لأننا نعلم أن لأبو جفين معجبين من المراهقين والأطفال ومن المؤسف والمحزن تضييع وقت الشباب والأطفال في قراءة هذا الكتاب..".

وأضاف محمد أحمديني "المكتبة العربية عنوان الأمة.. وقد تعاون الناس منذ عصر التدوين على ملئها بكل ما يعبر عن وجدان الأمة وثقافتها. فلا أقل من المحافظة على هذا الكنز الثمين الذي يعنون لي ولك إن لم نثريها بما يفيد.."


اليِمنِي: اقتحام الشباب لمعرض الكتاب حدث يجب البناء عليه:

علق محمد الدخيل "البعض يصور أن ثقافتنا كأمة قد انهارت بمجرد إصدار #أبوجفين لكتابه!!".

وأكمل محمد العسيري "ينطبق على عالم الكتابة ما ينطبق على اقتصاديات السوق الحرّ. الكتاب (منتج) و القرّاء واعون وقادرون على التمييز بين الغث والنافع ومساهمون في حركة تطوير المشهد الثقافي باستمرار. ربما آن للفكر النخبوي مغادرة أبراجه، عبر تعبئة الفراغ والتحدث بلغة الشباب.".

ويرى عبدالسلام اليِمنِي . "كل فترة عُمرية لها كتاب..في معرض الكتاب تتجول الذائقة والإهتمامات ..قيمة الكتاب القيّم راسخة..وقيمة تجربة "شاب" في التأليف درساً يجذبه للشغف والتحدي.. ونقد منتجه بمفردات التشجيع بلسم لروحه وطاقته الإيجابية.. إقتحام الشباب لمعرض الكتاب حدث يجب البناء عليه وليس هدمه!".




نشطاء: من حق "أبوجفين" يكتب وجهوه ولاتحاربوه:

تعجب Abuhmad "ابوجفين في مقتبل العمر طبع يومياته لمحبيه. محاولة منه لتعميق تجربة الاعلام لدية قد تكون فكرة ناجحة وقد تكون خاطئة. هجوم جماعي علية لماذا ؟؟؟ احد اعمدة الاعلام يطبع كتاب فارغ الصفحات "صفحات بيضاء" وتوصف بانها عبقرية في التسويق. قدام يا #ابوجفين بس لاتنسى طاقيتك مرة ثانية".

وأكمل فطــيم "ابوجفين خلوه يكتب كتجربه وان شالله يستفيد من النقد وجهوه لا تحاربونه يمكن هالشي يدفعه لتطوير نفسه في التأليف ويوجهه لدروب الثقافه ويحطه عالطريج الصحيح لكيفية الصياغة والسرد بانواعه ويوجهه لاختيار دراسته المستقبليه قد لا يكون مبدعا ولكنه محظوظ دعوه.. قد تكون دافعا لنجاح مستقبلي".

وعقب د . مشعان السلماني "من حق أي شخص نشر افكاره في كتاب او ماشابه ، لكن ايضاً من حق القراء - خصوصا الشباب - على المؤسسات التربوية والثقافية ان يتلقوا برامج جادة ترتفع بمستوى وعيهم وذائقتهم واختياراتهم وتقييمهم لما يكتب وينشر".




الحكم مبكر ومنقوص "رأيي الشخصي":

لست هنا لأحكم على كتاب أبوجفين فمن أنا لأكون القاضي والجلاد، لكن استوقفني أن الكتاب لم ينتشر منه سوى صفحة واحدة لموقف مضحك عن سرقة طاقية أبوجفين، فهل نحكم على كتاب من صفحة واحدة؟
ومن الواضح أن كثير من الشخصيات التي حكمت على كتاب أبوجفين لم تقرأه وهي تعترف بذك، والأغلبية تبنت موقف مسبق من المؤلف بناء على تاريخه.

وتبقى التجربة الأولى لكل منّا في مجال الكتابة مليئة بالأخطاء والهفوات تحتاج إلى من يوجهنا بالنقد البناء الذي يصلح ولايهدم، يفتح المجال ولايغلقه، فالكتابة ليست حكراً على أحد ولايوجد منّا من ولد من بطن أمه كاتباَ.