الأربعاء، 8 يناير 2014

أماني العجلان صاحبة تطبيق جسدي أمانتي في حوار خاص: الوعي المجتمعي والتبيليغ عن حالات التحرش الجنسي بالأطفال أهم من القانون


الوعي المجتمعي والتبيليغ عن حالات التحرش الجنسي بالأطفال أهم من القانون


 هبة عراقي : التحرش الجنسي بالأطفال محور حديثنا مع أماني العجلان - الإخصائية الاجتماعية -وصاحبة تطبيق جسدي أمانتي، الذي يعلم الأطفال حماية أنفسهم من التحرش عن طريق اللعب، والذي نشرت مدونة صحافة تويتر تقرير موجز عنه تجدونه على هذا الرابط:

http://twittereditor.blogspot.com/2013/12/blog-post_16.html

في حوارها معنا كشفت لنا العجلان كيف نعلم أطفالنا حماية جسدهم؟ وكيف يتصرفون في حالة تعرضهم للتحرش؟ وكيف نعرف إذا كان طفلنا تعرض لحالة تحرش؟، تحدثنا معها عن قانون الحماية من الإيذاء والجهود الحكومية المبذولة في هذا الصدد، ورأيها في تدريس الثقافة الجنسية، وتوقفنا معها عند أهم العقبات التي واجهتها في طريق تحقيق حلمها جسدي أمانتي، في سبيل تحقيق هدفها العام (علم ينتفع به) .

أماني العجلان في تصريحات خاصة :

 
الحديث عن حوادث التحرش كان محظور إعلامياً قبل عام ٢٠٠٥ في السعودية

لا توجد إحصائيات لمنظمات سعودية عن حوادث التحرش الجنسي بالأطفال

دراسة : ٨٣٪ من حالات الاعتداء الجنسي ضد الأطفال تحدث من أشخاص يعرفهم الطفل ويثق بهم

تعليم الطفل حماية جسده من مبدأ (أنه ملكه وحده) يبدأ مع دخوله عامه الثالث

أكبر المخاطر التي يواجهها الطفل في حالة تعرضه للتحرش هي ثقافة (العيب)

تعليم الأطفال في حال تعرضهم للتحرش (الصراخ وعدم الخوف وإبلاغ الوالدين أو مقدم الرعاية)

تعرضت للاحتيال من أكثر من جهة وأنا أحاول تحقيق حلمي في تطبيق جسدي أمانتي

تطبيق جسدي أمانتي سيتوفر مجاناً في سوق اي تونز واندرويد باللغتين العربية والإنجليزية

أصريت على أن ينفذ تطبيق جسدي أمانتي شركة سعودية لأني شعرت برغبة أن أقدم عمل سعودي متكامل



- في البداية نود أن نعرف القراء أكثر من هي أماني العجلان (على الصعيد العلمي والمهني)؟

خريجة كلية الخدمة الاجتماعية جامعة الأميرة نوره ٢٠٠٧

عملت كاخصائية متعاملة مع حالات العنف الأسري والأطفال في برنامج الأمان الأسري الوطني من ٢٠٠٩-٢٠١٢

أعمل حالياً كمختصة بشبكات التواصل الاجتماعية وأمارس دوري كاخصائية اجتماعية (متطوعة) في تقديم الاستشارات من خلال شبكات التواصل الاجتماعية.


- طبيعة عملك كإخصائية اجتماعية تجعلك قريبة من المجتمع السعودي، حدثينا عن تجربتك الخاصة في مجال التعامل مع الأطفال؟

من خلال عملنا المباشر وأيضا العمل من خلال توعية الجماهير من فئات المجتمع المتعددة استطعت أن أتواصل مع شريحة أكبر ومتعددة كون برنامج الأمان الأسري برنامج وطني يخدم جميع مناطق المملكة ولكن ممارستي للعمل من خلال الانترنت فتحت لي مجال أوسع غير محدود جغرافياً للاستماع والتعامل مع شرائح اجتماعية حتى من خارج المملكة ومنحني فرصة أكبر لمعرفة خصائص كل منطقة واختلافات السلوك بين المدن داخل المملكة ، وهذا ساهم وبشكل كبير في تنوع مصادر المعلومات ومعرفة أنماط السلوك الاجتماعي لتلك الحالات حيث يؤخذ البعد الجغرافي كأحد أهم العوامل في اكتشاف سبب بعض السلوكيات.


-وصفت تقارير صحفية قضية "التحرش بالأطفال في السعودية بالـ "فيروس" الذي ينتشر كالسرطان في المجتمع هل توافقين على هذا الوصف؟

أولاً علينا أن نعي أنها مشكلة عالمية لا ترتبط بالسعودية وحدها حيث اظهر تقرير لمنظمة الصحة العالمية عام ٢٠٠٢ أن اكثر من ٢٠٠ مليون طفل تحت سن ١٨ تعرضوا لاعتداء جنسي في أنحاء العالم، ولذلك لا يمكن ان نعزل المجتمع السعودي من وقوع تلك الممارسات ولكن لا توجد احصائيات لمنظمات سعودية تحدد نسبة حدوثه.


-ماهي أسباب تزايد حوادث التحرش الجنسي بالأطفال في السعودية وعلى من تقع المسؤولية هل الأم أم الروضة أوالمدرسة؟

لا يمكن القول أنها في تزايد لعدم توفر احصائيات تحدد نسبة حدوث التحرش في السابق ومقارنتها بعدد الحالات اليوم، ولكن يمكن القول أنه بسبب تغير سلوك المجتمع تجاه التبليغ عن حدوث اعتداء جنسي أصبح هناك ظهور لتلك الحالات وخصوصا مع تدخل وسائل الإعلام في طرح تلك القضايا للمجتمع مقارنة مع حظر ذلك التداول الاعلامي قبل عام ٢٠٠٥ في السعودية.

وطبعاً من أكبر المخاطر التي يواجهها الطفل في تلك الحالة هي ثقافة (العيب) والخوف من حديثه لأحد البالغين عن تعرضه للتحرش خوفاً من العقاب الذي قد يتعرض له نتيجة إحساسه بالذنب ولعدم حرص مقدمي الرعاية من الأهل أو المربيين على اطلاعه على أهمية حماية جسده وإبلاغهم في حال تعرض لسلوك مزعج


-ماهو السلوك الأنسب الذي يجب أن يقوم به الطفل إذا حاول أحدهم التحرش به؟

الأطفال قادرين على تجاوز مشكلة التحرش في حال تم التعامل مع الموضوع من قبل الأهل بشكل جيد.

لذا على الأهل تعليم الطفل على أن يحافظ على جسده إمّا بالصراخ وعدم الخوف من المتحرش والتوجه فوراً لإبلاغ الأم أو الأب أو مقدم الرعاية لتعرضه لسلوك مزعج وأن يجد تجاوب منهم واحتواء في حال ثبت ذلك.


-هل تعليم الطفل وتوعيته بالحفاظ على جسده وحمايته من التحرش مرتبط بدخوله "الروضة" أو "المدرسة" أم يفضل البدء معه في عمر أصغر؟

على الأم أو مقدم الرعاية أن يعلم الطفل حماية جسده من مبدأ أنه ملكه وحده منذ دخوله عامه الثالث وعدم ربطها بشكل مباشر بالآخرين أو بشخص معين حتى لا يتسببوا بفقدان الطفل ثقته بنفسه وبالآخرين من خلال تعامله معهم، ويحدث هذا بشكل مستمر ومتكرر وبشكل طبيعي جداً غير مرتبط بحدث معين مثلاً أثناء الاستحمام تشرح الأم للطفل مناطق جسده وأنه لا يحق لأحد لمسه أو نزع ملابسه.


اعتاد الأهالي على تحذير أطفالهم من عدم الذهاب مع شخص غريب وعدم السماح له بالاقتراب أو اللمس ولكن أحياناً يأتي التحرش من الأقارب مارأيك؟

تشير العديد من الدراسات التي أجريت وأهمها دراسة منظمة الصحة العالمية إلى أن تقريباً ٨٣٪ من حالات الاعتداء الجنسي ضد الاطفال تحدث من أشخاص يعرفهم الطفل ويثق بهم.
لذا من المهم التركيز على تعليم الطفل على أهمية حمايته لجسده بدلاً من تحذيره من الآخرين.


-كيف تكتشف الأم أن طفلها تعرض لحالة تحرش جنسي؟

هناك مؤشرات لايمكن الجزم من خلالها أنه تعرض لتحرش إلاّ بفحص سريري من طبيب أطفال، لكن التبول اللا إرادي والإنطواء والخوف من مواقف معينة أو التأتأه أو ممارسة سلوكيات مشبوهه من الطفل أو سؤاله أو حديثه عن بعض القصص كلها مؤشرات قد تجتمع كلها أو تظهر أحداها توجب على الأم الانتباه والبحث خلفها.



-وافق مجلس الوزارء مؤخراً على "نظام الحماية من الإيذاء" ماهو تقييمك للجهود الحكومية والخاصة المبذولة في هذا المجال ؟

أن تصل متأخرا خيراً من أن لا تصل، ومن المعروف أنه لا يمكن أن يظهر قانون ما مالم تظهر الحاجة له، لذلك هي بداية جيدة لما بدأنا نواجهه من ممارسات عنيفه ضد الأطفال تحديداً بما فيها التحرش لكن القانون أو الجهات الحكومية وحدها لا تكفي في تأدية تلك المهمة بدون تظافر جهود المجتمع في وعيهم تجاه القانون وحرصهم على التبليغ أو تشجيع من حولهم من المتعرضين للتحرش على التوجه لمراكز الحماية والبالغ عددها ٤١ مركز موزعه في جميع مناطق السعودية وحرصهم على مشاركة الآخرين تجاربهم حتى يتم الوصول لاقصى فاعلية لتحقيق ذلك القانون والا سيبقى مجرد قرار على ورق.



-ماهو تقييمك للدور الذي يقوم به الإعلام في التوعية بقضية التحرش الجنسي بالأطفال؟

مازال دور الإعلام محصور على طرح القضايا ولم يتطور دوره لمرحلة الوقاية والعلاج وتوضيح الطريقة الصحيحة وبشكل يتناسب مع وعي جميع فئات المجتمع وبكل مستوياتهم الثقافية المتفاوتة.



-ماهو رأيك في تدريس "الثقافة الجنسية" في المناهج التعليمية للأطفال؟

لايمكن أن أنكر أهميتها ولكن تحتاج لعمل متكاتف من مجموعة من المختصين بالمجال الصحي والنفسي والاجتماعي وتكون متناسبه مع المراحل العمرية للاطفال داخل المدرسة


image


-أعلنتي عبر حسابك على "اسنتقرام" عن تطبيق جديد يعلم الأطفال حماية أنفسهم من التحرش عن طريق اللعب كيف جائتك الفكرة؟

كانت البداية من خلال مشروع قدمته اثناء التخرج في ٢٠٠٧ عن تأثير ألعاب الڤيديو على سلوك الأطفال وأثناء عملي في التعامل مع قضايا العنف الأسري كنا نقوم بتقديم دورات للأهالي تعلمهم كيف يعلموا أطفالهم حماية أجسادهم من اللمسات الغير آمنة، فكان من المهم الدمج بين الفكرتين خصوصاً أني بدأت ألاحظ سرعة تعلم الأطفال على استخدام الأجهزه الذكية من عمر السنتين، من هنا جاءت الفكرة وبحثت كثيراً عن ألعاب مشابه ولم أجدها فاصبح حلمي أن اقدم هذا العمل للاطفال دون سن ٧ سنوات.



-رحلة طويلة وشاقة استمرت سنوات ولكنك صممتي على إكمال المشوار، حدثينا عن أهم العقبات التي واجهتك؟

كانت أهم العقبات عدم اقتناع إدارتي بجدوى هذا المشروع خصوصاً أن مفهوم التقنية لم يكن متداول بعد، ولكن مشاركتي بمسابقة (مبادر) التي نظمتها الغرفة التجارية بالرياض وحصولي على اعلى أصوات في المرحلتين فتحت لي فرصة لتحويل الحلم إلى حقيقة لكن لم ألبث أن واجهت مشكلة الجهة التقنية التي ستنفذ الفكرة كتطبيق إلكتروني تفاعلي وتعرضي للاحتيال من أكثر من جهة أفقدني ثقتي بالمنفذين، ولكن بالنهاية قدمت لي شركة (ابتكار) من خلال المهندس ماجد الثقفي التطبيق والذي سأطرحه بإذن الله (مجاناً) في سوق اي تونز واندرويد باللغتين العربية والإنجليزية رغبة مني في مشاركة حلمي مع أكبر عدد ممكن من الأطفال فبعد ٣ سنوات من العناء والبحث أعتقد أن حلمي لم يعد مادي بقدر ماهو هدف أسعى لتحقيقة وبناء عليه سيتحدد آلية تطويره بالمستقبل وحتى تقديم تطبيقات مشابهه لمواضيع تربوية مختلفة.



-لماذا الإصرار على البحث عن شركة سعودية لتنفيذ تطبيق جسدي أمانتي؟

حين تأكدت من كون الفكره هي الأولى من نوعها كنت أشعر برغبة أن اقدم عمل سعودي متكامل فنحن نستطيع أن نثبت لأنفسنا قبل العالم أننا مجتمع منتج ومفكر وقد نصل أيضا لمرحلة المنافسة فلا ينقصنا شيء أو نقل عن غيرنا في تقديم الحلول المتماشية مع لغة العصر وإيمانا مني بأن يد واحدة لا تصفق نحن نستحق الفرصة وكما حصلت على فرصتي في نقل حلمي لواقع اكيد هناك شباب سعودي يستطيع أن يشاركوني النجاح في تحويله من فكره لواقع.



-التطبيق " مجاني " ولكن السؤال البديهي التكلفة المادية للتطبيق من تحملها؟

من خلال قرض حصلت عليه ولكن لم يعد مهم بنظري خسارة هذه المبالغ فقد نقوم بصرفها بأمور ترفيهة كالسفر والمشتريات وكون المبلغ دفع في تحقيق حلمي لا اعتقد أنه خساره فما سيقدمه التطبيق للأطفال او حتى لي من خبره عملية وعلمية تستحق مني تلك المجازفة.



-في النهاية كان النجاح حليفك وتطبيقك سيرى النور قريباً بمشيئة الله ماهو سر النجاح؟

بعد الله كان لأمي الدور الاعظم في تشجيعي المستمر وتحفيزها وحتى حرصها على سؤالي عن تطورات المشروع، حتى حين مررت بحالة احباط نتيجة خسارتي مبالغ مالية مهولة في سبيل التطبيق، كمان لأخي دور في تشجيعي واعطائي نصائح مستمره حول العمل، كما لا أنكر دور مسابقة (مبادر) في تحفيزي على إعادة الفكرة والسعي خلف تحقيقها بعد أن رفضت إدارتي تنفيذها ثلاث مرات بالرغم من أن تنفيذها كان سيحرمني حقوقي الفكرية وكانت تجربة جعلتني أيقن بأن الخيره فيما اختاره الله.


-متى يرى تطبيق جسدي أمانتي النور ؟

نسعى بجد لأن يطرح خلال أسابيع ولكن الأمور التقنية خارجة عن إرادتي تماماً، (ابتكار) على تواصل مستمر معي ولكن أستطيع أن أعي شح الأيدي العاملة وارتفاع تكاليفها هو عائق أمام وصوله لأيدي المستخدمين، ولكن العوائق لا تعني المستحيل وقد قطعنا بفضل من الله شوط لا يستهان به و على أمل ان يتوفر خلال الأسابيع القليلة القادمة.


-ماهي الخطوة القادمة لأماني، هل تفكرين بتطبيقات أخرى؟

يعتمد ذلك على نجاح هذا التطبيق والملاحظات التي سأحصل عليها من خلال ملاحظات المربيين مع الأطفال المستخدمين للتطبيق، هناك العديد من الأفكار التي استخلصتها من خلال عملي كمرشدة طلابية في مدرسة ابتدائية وكإخصائية اجتماعية متعاملة مع حالات العنف ضد الأطفال.


-ماهي أحلامك للمستقبل الخاصة والعامة؟

دائما أردد أن هدفي العام (علم ينتفع به) ولذلك اخترت أن اكمل دراساتي العليا بعد أن أمارس العمل الميداني بعد تخرجي على الأقل بخمس سنوات ، والآن أجدني مستعدة لرحلة البحث عن العلم، هناك نوعين من سبل تحقيق الطموح إمّا أن تحصل على شهادة في الدراسات العليا وهذا عمل يستطيع أي شخص تحقيقه أو صناعة أو ابتكار مايحتاجه الناس ورغم صعوبته إلاّ أنه الخيار الذي اتخذته هدف شخصي أحقق من خلاله الرساله التي أتيت لتحقيقها في هذه الحياة.


في النهاية نتقدم بخالص الشكر والتقدير لك، ونعتذر على طول الأسئلة، نرجوا الله أن ينفع بإجابتك الناس فيكون علماً نافعاً لك ولنا، مع تمنياتنا لك بالنجاح والتوفيق دائماً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق