كتبت هبة عراقي: عالمة
الفيزياء السعودية د. ريم بنت محمد عابد أبوراس الطويرقي، كلماتها تشع بالإيمان
والحب والإرادة، كتبت في خانة التعريف الخاص بها عبر حسابها بموقع التواصل
الاجتماعي تويتر "اللهم ارزقني نفسا توّاقة كلما بلغت منزلة
تاقت لما فوقها حتى تصل بي للفردوس الأعلى .. فيزيائية .. تحب تبسيط الفيزياء للجميع .. حكمتها .. ازهر حيث
زرعت".
وصلت في تعليمها إلى أعلى المراتب: فهي حاصلة على درجة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز عام
1413هـ، ودرجة الماجستير من جامعة الملك عبدالعزيز عام 1418هـ، ودرجة الدكتوراة من
جامعة ويلز سوانزي بريطانيا عام 1421هـ، وكان موضوع دراستها هو (نمذجة أطياف
الجزئيات ثنائي الذرة) .
تشغل د. ريم حالياً وظيفة أستاذ مشارك بقسم الفيزياء بكلية العلوم في جامعة الملك عبدالعزيز
بجدة، وكلية شطر الطالبات للتطوير (2010-2012)، وعضو لجنة إشرافية في مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة
والإبداع ببرنامج أولمبياد الفيزياء الدولي، ووكيلة عمادة شؤون الطالبات للأنشطة
الطلابية (2003-2007)، والمشرفة على المنتدى الفيزيائي الخاص بقسم الفيزياء (2000-
2008).
وهي عضو في عدد من الجمعيات نذكر منها: الجمعية العلمية السعودية للعلوم الفيزيائية – عضو مجلس إدارة حالياً
ومديرة الفرع الطلابي سابقاً، وعضو الجمعية الأمريكية لمعلمي الفيزياء، وعضو
الجمعية الأمريكية للبصريات.
كما شاركت الطويرقي في الكثير من النشاطات واللجان منها: لجنة الإعتماد الأكاديمي بقسم الفيزياء
– جامعة الملك عبد العزيز ، اللجنة العلمية للمؤتمر العلمي الثاني لطلاب وطالبات التعليم
العالي بالمملكة العربية السعودية – وزارة التعليم العالي – 1432 هـ، رئيسة لجنة تحسين
جودة التعليم والتعلم-1432هـ.
حصلت الدكتورة ريم على العديد من الدورات التدريبية أبرزها: الجودة في التعليم
وتطوير التعليم الجامعي، والإشراف على الرسائل العلمية وطرق التقييم
المختلفة والتنويع في طرق التدريس ومصادر المعلومات الإلكترونية بجامعة الملك عبدالعزيز.
كما شاركت الدكتورة ريم في
العديد من المؤتمرات والندوات العلمية من أبرزها: مؤتمر "2nd International Laboratory Technology Conference & Exhibition
(LABTECH2011)" – غرفة قطر للتجارة والصناعة بالدوحة- 1432هـ، تمثيل جامعة
الملك عبدالعزيز خلال البرنامج التدريبي لوكلاء ووكيلات الكليات للتطوير والجودة بمؤسسات
التعليم العالي بزيارة إلى المملكة المتحدة –الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي
-1432هـ، مؤتمر الليزر -
جامعة القاهرة - مصر 1996م، ومهارات فيزيائية - قريقانوخ ويلز - بريطانيا 1997م،
ومؤتمر الرابطة العلمية البريطانية - جامعة ويلز كاردف - بريطانيا 1998م، واستخدام
الحاسب الآلي في التعليم - جامعة ويلز سوانزي - بريطانيا 1999م، وندوة العلوم تحت
مجهر الأخلاق - جامعة الملك عبدالعزيز - 1423هـ، واليوم العالمي للعلوم من أجل
السلام تحت مظلة اليونيسكو - جامعة الملك عبدالعزيز - 1423هـ.
ولها العديد من الأبحاث المنشورة في الدوريات المحلية والدولية.
الجوائز التي حصلت عليها د. ريم:
- جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورتها السادسة في
مجال ترجمة العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، عن ترجمة كتاب
"كيف تعمل الأشياء: فيزياء الحياة اليومية"
- تكريم من قبل معهد العالم العربي وجامعة انترديسبلن بباريس بمناسبة
العام الدولي للفيزياء "المرأة العربية وعلم الفيزياء".
الطويرقي تهدي تكريمها لجميع النساء في السعودية، قالت عند تكريمها من قبل معهد العالم العربي وجامعة إنترديسبلن عام
2005، بمناسبة العام الدولي للفيزياء في باريس "لا أعد تكريمي تكريماً لشخص (ريم
الطويرقي) ولكن هو تكريم لكل امرأة سعودية درست أو تدرس الفيزياء، وتعمل في مجال
نشره وتحبب الطالبات فيه".
تدرك جيداً كيف تبعث رسائل للعالم من خلال إلتزامها بالحجاب الشرعي
الكامل، تقول د.الطويرقي:
''من خلال مشاركتي باللباس (الأسود) والنقاب كانت رسالتي، التي أدعو الله أنها
وصلت، هي التنويه على أن الصورة التي يسعى الإعلام الغربي لرسمها عن المرأة
المسلمة السعودية المتوشّحة بالسواد والتي يسعى لربطها دائمًا بالتخلف والإرهاب
والسلبية هي نفس الصورة التي رأوها ذلك اليوم أثناء التكريم".
رأيها في الاختلاط عبرت
عنه في الكلمة التي ألقتها بحفل التكريم في فرنسا قالت الطويرقي "إن فصل
تعليم الإناث عن الذكور في السعودية، لم يكن وبالاً على المرأة السعودية، وإنما
وفر لها مجالاً أرحب للاستزادة من العلم والمعرفة.. فهي نتاج هذا النمط من
التعليم، هي وقرابة ألفي امرأة في جامعة الملك عبد العزيز، عدا الأكاديميات
السعوديات العاملات في بقية الجامعات السعودية".
وعن طموحاتها في الحياة تقول د. ريم "أطمح على المستوى الشخصي إلى أن أعيش وفقاً لقوله
تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]، وعلى المستوى العلمي؛ فوفقاً لمقولة الحسن بن
الهيثم: "أنا ما دامت لي الحياة باذل جهدي وعقلي ومستخدم طاقتي في العلم
لثلاثة أمور: لإفادة مَن يطلب الحق في حياتي وبعد مماتي.. وذخيرة لي في قبري ويوم
حسابي.. ورفعة لسلطان المسلمين"، أما على المستوى العملي؛ فوفقاً لقوله
تعالى: ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾
[البقرة: 127].
في الختام ..
لقد استطاعت د. ريم أن تحفر اسمها كأحد أبرز أعلام جامعة الملك عبد العزيز، وتم
تداول أبحاثها في العديد من الدراسات العلمية المنشورة في المجلات العلمية
المتخصِّصة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وآسيا، وكان الاحتفاء بها في المحافل
العلمية بقلب أوروبا.
وبعد استعراض جزء يسير من حياة د. ريم الطويرقي ندرك جيداً أننا يحق
لنا أن نفخر بها في زاوية امرأة من بلادي ونسأل الله أن يزيدها علماً وتواضعاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق