الأربعاء، 29 مايو 2013

تعليقاً على اتهامه بالدعوة للتحرش بالكاشيرات الداوود: يستاء العقل من اعوجاج فهم موقف الزبير مع زوجته !


(صورة شخصية للكاتب عبد الله الداوود ) (
صورة شخصية للكاتب عبد الله الداوود )
 هبة عراقي: أثارت تغريدة الكاتب والمفكر عبد الله الداوود والتي استشهد فيها بقصة الصحابي الجليل الزبير بن العوام مع زوجته عاتكة بنت زيد –رضي الله عنهما- في "هاشتاق" #كاشيرات، صخباً عالياً تجاوز مداه موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إلى الصحف المحلية، وأصبحت مادة شهية للصحف العالمية التي وجدت فيه فرصة لتشوية الإسلام، فكان العنوان "رجل دين سعودي يدعوا للتحرش بالكاشيرات"!.
يأتي هذا بعد تغريدة الداوود عبر حسابه على تويتر "منع الزبير زوجته من المساجد فأبت فقعد متنكرا في طريقها فلمسها فتركت الخروج وقالت: (كنت أخرج والناس ناس وقد فسد الناس فبيتي أوسع لي). #كاشيرة"
وفي ظل هذه الهجمة الشرسة آثر الداوود عدم الرد عبر موقع التواصل الاجتماعي، ولكن حرصاً منّا على كشف الحقيقة، كما عاهدناكم في صحيفة كل الوطن، كان لنا هذا الحوار مع الكاتب عبد الله الداوود.
(صورة الداوود يستشهد بقصة الزبير)
-         السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لماذا التزمت الصمت إزاء الهجوم عليك واتهامك بالدعوة إلى التحرش بالكاشيرات؟
الداوود : "عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لو كل حملة تشويهية قامت ضدي بادرت بالدفاع عن نفسي لأهدرت الكثير من الوقت والجهد، فالهجوم متكرر وما تنتهي هجمة إلاّ تبدأ أخرى".
 -         من الذي يهاجمك؟
الداوود: "الهجوم من جهات عدة، أعرفها ولا أحبذ ذكرها هنا، يبدأها رؤوس متربصون بطريقة (يحرفون الكلم عن مواضعه)، ثم يبدأ النشر وتنتشر الإشاعة بين العامة".
 -         ماهي أهدافهم من هذا الهجوم وإلى ماذا يسعون من وجهة نظرك؟
الداوود : "هي حرب على العفة والاحتشام وما يتبعها من تفصيلات دقيقة كالحجاب والقرار في المنزل وغيرها من النقاط التي تنادي بها الاتفاقيات الدولية الكافرة ويستميت أبناء جلدتنا في تطبيقها في بلاد الحرمين".
-         البعض شكك في قصة الزبير واستشهد بحديث الرسول –صلى الله عليه وسلم – لاتمنعوا إماء الله من مساجد الله ماتعليقك؟
الداوود :"من يشكك في الاستشهاد بالقصة، فإنه يؤكد جهله بالسنة النبوية، حيث إن الأفضل شرعاً في حق للمرأة المسلمة أن تكون صلاتها في بيتها دون صلاتها في المسجد كما في الحديث، للمزيد أرجوا الاطلاع على الرابط التاليhttp://islamqa.info/ar/ref/90071
 -         هل لك أن توضح المقصد من تغريدتك ولماذا استشهدت بقصة الزبير في هاشتاق #كاشيرة؟.
الداوود : "هنا تفصيل يحسن ذكره:
 أولاً : الزبير رضي الله عنه لم يمنعها، وإنمّا احتال عليها، وهي حيلة جائزة من الزوج تجاه زوجته، فالإسلام يذهب أبعد من ذلك؛ حيث يبيح للزوج الكذب على زوجته، وهو أمر أبعد مما فعله الزبير رضي الله عنه.
ثانياً: طاعة الزوجة لزوجها واجبة، وصلاتها في المسجد جماعة سنة، تثاب إن فعلتها ولا تأثم بتركها، والمعلوم أن الواجب وهو (طاعة الزوج) مقدم في ذلك، ومثل ذلك قيام الليل والصيام تطوعاً وهو من السنن لا تصوم الزوجة إلاّ بإذن زوجها.
ثالثاً: موقف الزبير رضي الله عنه حين لمس زوجته في مكان لا يراه أحد جائز، وهو موقف أباحه الله تعالى لكل زوج، ولا مأخذ فيه شرعاً، ويستاء العاقل من اعوجاج الفهم، حين يأخذ الاستنتاج قدراً من الشطط، فيرى أنه تحرش محرم أو أنه تحرش أمام الناس أو يتهم الصحابي الزبير وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة بما يسوء من الصفات، والجرأة في القدح فيه، وهذا أمر خطير يخرج صاحبه من ملة الإسلام.
رابعاً: ربما يرى الزوج شيئاً من زوجته يحرك بداخله مشاعر الغيرة فيحاول منعها من أمر مباح أو من أمر مستحب دون أن يخبرها بذلك وكما قيل: ما كل ما يعلم يقال. فيؤثر الزوج أن يصل لمطلوبه من زوجته (باختصار الفعل) دون (تفصيل القول) الذي قد يطيل مسار الهدف وكان بالإمكان الوصول في أقصر مسافة وبتوفير الجهد والوقت.
خامساً: بالنسبة للهدف الواضح من القصة وهو (موقفها بعد التحرش) وهو الامتناع عن عبادة من العبادات بعد أن ترتب على ذلك مفسدة (من وجهة نظرها)، وهو موقف امرأة صحابية رضي الله عن الجميع وهو ما قصدته بذكر القصة من أن الوظيفة (كاشيرة) محرمة كما صدرت بذلك الفتوى من اللجنة الدائمة، ومع ذلك فلا زالت بعض النساء المسلمات تخالف الفتوى، وتقبل بالعمل في وظيفة محرمة فإن كانت الفتوى لم تمنعها، فإنني أذكرها بموقف هذه الصحابية، لتقتدي بها الكاشيرة بعد أن تتعرض لشيء من التحرش، فيردعها ذلك عن الوظيفة التي تطالعنا الصحف ووسائل الإعلام بين الفينة والأخرى بالقصص المتكررة حول التحرشات بالكاشيرات أو بالموظفات عموماً".
-         ممكن توضح لنا من يقف خلف اتهامك بالتحرش بالكاشيرات؟
الداوود : "إحدى النساء قامت بإطلاق هاشتاق #تحرشوا_بالكاشيرات، علماً أنها والمتعاونين معها لم يسبق لهم أن اعترضوا على التحرش الحقيقي المتكرر في حق الموظفات، أو بدر منهم استنكار للمظالم الواقعة عليهن أو كانت لهم نصرة حقيقية وفق شرع الله لحقوقهن، ولكنهم اجتمعوا وتآزروا أمام تغريدتي وقاموا بتحريف الكلم عن مواضعه، وأظن أنها ليست الأخيرة في مشاغبات أولئك القوم".
 -         هل أنت مع أم ضد عمل المرأة ؟
الداوود : "أنا مع عمل المرأة الذي لا يفسد عليها آخرتها، فالمجتمعات الإسلامية محتاجة إلى وظائف نسائية لا تقوم بها إلا النساء كالطب والتعليم والحضانة والتربية، ولكن ليس كما يطالب به العلمانيون أو بالصورة الغربية الظالمة فأطالب بالطب بصورة معزولة عزلاً تاماً عن الرجال ولدى النساء القدرة الكافية لذلك، كما يحصل حالياً بصورة مشرقة في مهنة التعليم، وهو مجال لا زال يحمل خصوصيته وابتعاده عن الاختلاط، المرأة قادرة على الاستقلال وظيفيا عن الرجال وقادرة على الإنجاز والمنافسة والإبداع دون ارتكاب المحرمات والمخالفات التي أخسرتنا الأعراض".
 -         أخيراً .. هل تنوي مقاضاة من أساء لك سواء صحف أو معرفات عبر تويتر؟
الداوود :"المقاضاة لن تكون إلاّ لمن تصدر منه إساءة متعمدة للدين وحسب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق