السبت، 23 مارس 2013

عيسى الغيث : قيادة المرأة للسيارة لا علاقة للشرعيين بها!


عيسى الغيث : قيادة المرأة للسيارة لا علاقة للشرعيين بها!
 
هبة عراقي : حالة من الشد والجذب بسبب تصريحات عيسى الغيث حول قيادة المرأة للسيارة والتي أبرزتها الصحف مؤخرًا، وأثارت لغطًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء لقاء الغيث في برنامج ياهلا مع المذيع علي العلياني ليصب الزيت على النار، ويشتعل الجدل أكثر من خلال "هاشتاق" (#كلمة_توجهها_لعيسى_الغيث #كلنا_ضد_عيسى_الغيث)، أمّا "هاشتاق" (#كلنا_عبدالله_محمد_الداوود)، فله قصة نذكرها في سياق التقرير.

القصة بدأت بتأملات الأسحار


كتب عضو مجلس الشورى وأستاذ الفقه المقارن الدكتور عيسى الغيث على صفحته على الـ "فيس بوك" تحت عنوان "من تأملات الأسحار في قضية قيادة المرأة للسيارة" "، منوهًا على أنها  مجرد تأملات قابلة للخطأ والصواب": "لاحظ المعادلة واستفت قلبك :

الخيار الأول :منع قيادة المرأة للسيارة بهذا الشكل العام والمطلق فيه مفاسد (واقعة) أي من فقه (الواقع) المشاهد، وذلك مثل اختلاء السائق بالنساء في المنازل والسيارات، وفيه منكرات كبيرة شاهدناها وشهدت عليها الهيئة من السائقين الخصوصيين والعموميين، وفي منع قيادة المرأة المستوفية للشروط والمنتفية الموانع تفويت لمصالح وجلب لمفاسد.

الخيار الثاني :السماح للمرأة بقيادة السيارة (ربما) فيه مفاسد (متوقعة) أي من فقه (التوقع) القابل للوقوع وعدم الوقوع".

وتابع الغيث " هنا سؤالان :

1- هل نستمر على منكر (واقع) دفعًا لمنكر (متوقع) وقد لا يقع ؟
2- هل نجزم بأن مفاسد القيادة أكثر من مصالحها قبل أن نجرب ؟

إذن :فلنجرب القيادة في مدينة واحدة وبضوابط مقننة وحينئذ سنعرف الحق:
فإن كانت المفاسد للقيادة أرجح فنحن مع المحرمين.
وإن كانت المصالح للقيادة أرجح فنحن مع المبيحين".

واستطرد الغيث "مع ملاحظة :أنه لا يجوز تحريم القيادة على المرأة المستوفية للضوابط بسبب وجود امرأة تقود غير مستوفية للضوابط.

وهذا له مثال:لو فرضنا أن هناك مدينة يكثر فيها قيادة السيارات من رجال بلا رخصة، فهل يجوز منع القيادة على الجميع بمن فيهم الحاملين للرخص بسبب أن هناك غيرهم لا يحملونها، أم أن العدل هو السماح لمستوفي شروط القيادة ومنع ما سواهم، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وهذه حقوق شخصية وخاصة، ولا يجوز حرمان الفرد منها بسبب أن آخر قصر في القيام بالواجب أو الحق.
ولذا :فالمنع للقيادة بشكل مطلق غير عادل، والسماح بشكل مطلق غير عادل كذلك، ولكن العدل هو وضع ضوابط شرعية وقانونية وأخلاقية للقيادة ومن ثم تجرب ثم تعمم بتدرج، وحينئذ سنعرف كم كنا نعيش في خطأ بالغ طول عشرات السنين، وأن المعروف السائد بمنع القيادة صار هو المنكر حيث ظهر أنه باب من أبواب الشر على النساء المنضبطات، وظهر كذلك أن المنكر السائد وهو القيادة صار هو المعروف كما هو الحال اليوم في كثير من البوادي والقرى حيث يستنكرون بفطرتهم أن يكون في بيتهم سائق أجنبي، ويرون أن قيادتها هي الحشمة ومنعها هو المنكر، ووجدت في بعض قرى القصيم حتى اليوم مديرات ووكيلات ومعلمات يقدن السيارات بحشمة وانضباط ولا يقبلن بأن يختلين بالأجنبي في بيوتهن أو سياراتهن، وأن قيادتهن للسيارة مباحة من باب أولى تجاه قيادتهن للإبل والخيل والبغال والحمير لأنهن محتشمات في السيارات المؤمَّنة وفي أمن وأمان وإيمان.

وهذه الحالة مثل واقع حالة منع المرأة من أن تبيع في المحل المحتشم مع أنه سمح لها بأن تبيع في البسطة والشارع وأمام الرجال وعرضة للتحرشات.

وكذلك مثله واقع حالة منع المرأة من أن تبيع في المتاجر على النساء ملابسهن الداخلية في حين أنه سمح للرجل الأجنبي ذلك وبلا نكير!".

وختم الغيث " فبالله عليهم:كيف انتكست الفطرة عند بعض الناس فصار المنكر معروفًا والمعروف منكرًا ؟!. والله أعلمن وهو سبحانه من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل".

الغيث : الصحف أساءت بحقي


يوضح الدكتور عيسى الغيث عبر حسابه على تويتر "لم أثر موضوع قيادة المرأة للسيارة، وإنما بعض الصحف؛ فأساءت بحقي، فوجب علي التوضيح، وإلا فلدينا مواضيع أهم".

ويتابع "ليست فتوى بالإباحة ولا دعوة للسياقة ولم أقدمها للمجلس، وإنما هي مجرد فكرة للنقاش واقتراح قدمته للشورى للسماح بقيادة المرأة للسيارة".

ورد الغيث على منتقديه قائلاً "أرحب بكم جميعًا، وأشكر الناصح وأغفر للشاتم، وأرجو أن تكون مشاركاتكم بعد تثبت وحسن ظن وبعلم وعدل وأدب، والله الموفق".

 وتابع "شكرًا للطفكم ونبلكم وحسن ظنكم، وكتب الله أجر محسنكم، وغفر الله عن مسيئكم، وأسأل الله أن يعين ويوفق الجميع لمرضاته".

وخص الغيث بكلامه المتدين والداعية والمحتسب، مشددًا على أن من الواجب عليه " أن يعطي الانطباع الحسن والقدوة لما يمثله من دين ودعوة واحتساب بأفكاره وأخلاقه وسلوكه".

ويكمل  الغيث "إنني أزداد قناعة في كل يوم أننا بحاجة ماسة وعاجلة لإصلاح أنفسنا فكريًا وأخلاقيًا وسلوكيًا قبل إصلاح غيرنا، وإصلاح ديننا قبل إصلاح دنيانا".

ويضيف " حينما يقال بأن مسألة قيادة المرأة للسيارة لا علاقة للشرعيين بها فيعني أن دفع المفاسد المتوقعة حال السياقة ليس من واجبهم، بل من اختصاص غيرهم".

ويستطرد "لا يليق بنا الانشغال بقضايا ثانوية كقيادة المرأة للسيارة عن ملفات هامة، كالتشريع والقضاء والأمن والفقر والبطالة والإسكان، والخدمات الضرورية".

الغيث : إقحام المشايخ في قضية قيادة المرأة للسيارة خطأ

 استضاف برنامج ياهلا الدكتور عيسى الغيث لمناقشة فكرته أو مقترحه لتطبيق تجربة قيادة المرأة للسيارة جزئيًا لدراسة التجربة، وقال" أرى تشكيل لجنة شرعية قانونية أمنية في أي مدينة تدرس المسألة وتجربها لفترة تمهيدًا لمشروع قانون".

وأوضح الغيث: "لم أقدم اقتراح تجربة قيادة المرأة للسيارة حتى الآن بشكل رسمي للشورى، ونفيت للصحافة أنني أدعو لقيادة المرأة"

ويضيف " عندي يقين أن 100% من معارضي قيادة المرأة للسيارة قصدهم حماية المرأة من التحرش".

وطالب الغيث بإبعاد المشايخ عن القضية قائلاً "قيادة المرأة للسيارة قضية غير شرعية، فهي قضية سياسية قانونية اجتماعية أمنية، وإقحام المشايخ فيها خطأ".

وأوضح الغيث "لا أحاول أن أبيح قيادة المرأة للسيارة ولا أن أمنعه، فقط أحاول أن أقترح حلولا فقهية حول مشاكل معاصرة".

واستطرد "قضية قيادة المرأة للسيارة أعطيت أكثر من حجمها، والشورى أكبر من أن تنشغل بملف واحد مثل هذا".

وهذا هو رابط الفيديو لمن يرغب في مشاهدة الحلقة كاملة http://www.youtube.com
/watch?v=TC4qXaEWEm4&feature=youtu.be&a

الغيث يرد على الداوود اعتذر وإلاّ

 

من جهته علق الكاتب عبدالله محمد الداوود على تصريحات الغيث حول قيادة المرأة للسيارة "تسعى الشياطين للإفساد بخطوات التدرج وها هو عيسى الغيث يقفو الأثر فيدعو إلى التدرج في قيادة المرأة للسيارة".

وأضاف " قبح الله الدابة والراكب التغريب يمتطي عيسى الغيث فراح يطالب بالعلمانية فلا علاقة للإسلام بالسياسة أو الاجتماع أو الأمن".

ورد عليه الدكتور عيسى الغيث "بل قبح الله الجهل المركب والبغي، وإذا لم تعتذر حالاً عن تغريدتك هذه فسوف أتخذ اللازم بشأنك بإذن الله".

فأطلق بعض المغردين "هاشتاق" #كلنا_عبدالله_محمد_الداوود دفاعًا عنه.

جدير بالذكر أن الداوود عرف بجهوده في حملات ضد قيادة المرأة للسيارة وبيان مفاسدها ومخاطرها على المجتمع.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق