الثلاثاء، 12 فبراير 2013

عام على اعتقال حمزة كاشغري وأعوام على غيره !!



فبراير - 12 - 2013


المقال (هبه عراقي ) :

موقع التواصل الإجتماعي  تويتر هو وسيلة للضغط الشعبي ، وخلق رأي عام مع أو ضد ، ولهذا لجأ بعض المغردون إلى شن حملة على تويتر تحت هاش تاق #عام_على_حمزة.
الكل مستاء من تأخر محاكمة حمزة، ولكن شتان بين فريق يدافع عن حمزة ويطالب بحريته ، وفريق ضد حمزة ويطالب بالقصاص .
المدافعون عن حمزة الذي سب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت حجتهم أنه تاب، ويجب الإفراج عنه ، وتحدث هؤلاء عن العفو والتسامح ، ولجأ البعض إلى استخدام عبارات من نوع ” لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان موجود لـ ……………..”، كما لجأ البعض إلى استخدام العاطفة أيضاً كوسيلة للدفاع عن حمزة “.
على الجانب الآخر تصدى بعض المغردون لفكرة الدفاع عن حمزة لأنه سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويجب أن ينال عقوبته ،كما أن توبته هذه هي أمر بينه وبين الله ، ولاتبطل العقوبة ،وأن حدود الله يجب أن تنفذ ، ولامجال هنا للعواطف ، وحذروا من أن التهاون في تطبيق الحد على حمزة يعني أن يظهر لنا حمزة آخر .
مر عام على اعتقال حمزة ، وأعوام على اعتقال آخرين ، فلماذا ندافع عن حمزة وننسى الآخرين ، سؤال جريء طرحه البعض في تغريداته .
كاشغري يسيء للرسول صلى الله عليه وسلم
قبل أن نعرج على تعليقات المغردون في هاش تاق( #عام_على_حمزة ) فلنبدأ من أول السطر ، ونرى ماذا قال حمزة كاشغري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نشر حمزة سلسلة من التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تخيل فيها ماذا سيحدث لو قابل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال فيها:
يقول حمزة “في يوم مولدك لن أنحني لك، لن أقبل يديك، سأصافحك مصافحة الند للند، وابتسم لك كما تبتسم لي وأتحدث معك كصديق فحسب .. ليس أكثر”،”في يوم مولدك أجدك في وجهي أينما اتجهت، ساقول إنني أحببت أشياء فيك، وكرهت أشياء أخرى ولم أفهم الكثير من الأشياء الأخرى!”.،في يوم مولدك سأقول إنني أحببت الثائر فيك، لطالما كان ملهمًا لي ولم أحب هالات القداسة، لن أصلي عليك “.
وفي لقاء مع صحيفة (ذا ديلي بيست ) علّق حمزة على ما كتبه قائلا “أعتبر ما قمت به طريقًا إلى الحرية، كنت أطالب بحقي بممارسة أبسط حقوق الإنسان وهي حرية التعبير والفكر ولم أقم بشيء عبثًا، أعتقد أني جزء من صراع أكبر، يوجد أناس كثر مثلي في السعودية يناضلون لينالوا حقوقهم”.
حمزة يعلن توبته بعد الهجوم الكبير عليه
بعد الهجوم الكبير عليه نشر حمزة في 6 فبرايرمن عام  2012 رسالة اعتذار أعلن فيها توبته ، ننقل لكم أهم ماجاء فيها ” أٌقر و أعترف أن كل ما وقعت فيه من انحراف في الأفكار و في الأقوال، أو فساد في التعبيرات هو من قبيل الشبهات و الشكوك التي أثرت علي و على عقلي فاتبعتها عن ضعف فأبعدتني عن الصراط المستقيم “.
ويضيف ” الحمد لله الذي يسر لي من أهلي و إخواني و مشائخي الذين أدين لهم بالفضل من يرشدني إلى الصواب و يدلني عليه، بالكلمة و الموعظة الحسنة”.
ويتابع” أنا أعلن توبتي و انسلاخي من كل الأفكار الضالة التي تأثرت بها فأنتجت بعض العبارات التي أتبرأ منها و أعوذ من أن ألقى الله عليها “
وأوضح “ما بدر مني من كلام هو حالات نفسية شعورية اخطأت في وصفها و كتابتها و أرجو أن يغفرها الله لي، لكنها لا تمثل حقيقة عقيدتي في النبي
ودعا في الختام ” اللهم تقبل توبتي.. و إني أرجوكم ألا تعينوا الشيطان علي .. فإن المؤمن ضعيف بنفسه، كثير بإخوانه “.
كما تداول المغردون قصيدة لحمزة يعتذر فيها للرسول عليه الصلاة والسلام جاء فيها
مغردون : “ليس من العداله اعتقاله بعد توبته “!!
تقول حليمة مظفر “#عام_على_حمزة كشغري وما يقارب 40 يوما على اعتقال تركي الحمد .. ! استمرار ذلك ليس عدلاً ، متى يعود لأسرته؟! لا شيء سوى العدل هو ما يجب أن يتحقق معه أسوة بمن تم قبول اعتذاراتهم ! لقد حان الوقت ليحصل ع حريته”.
وتتعجب ريم ” ندعو لحوار الاديان في الخارج ويعتقل حمزه في الداخل،#عام_على_حمزة ،، يضيع عام كامل بالسجن بسبب رأي او معتقد(من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) مع العلم انه تراجع ان كلامه”.
ويغرد رائد السمهوري “#عام_على_حمزة وعلى دموع ولهفة وحزن أم حمزة، وأخوات حمزة اللاتي كنّ يتعلقن به جدًّا”.
ويتسائل عبدالله العلويط ” هل تظن أن النبي لو كان موجودا سيرضى بأن يسجن عام فضلا عن اذية أخرى تلحق به وقد كان الشخص يسبه في وجهه ولايتعرض له”.
ويتسائل أيضاً فيصل المشوح “هل فعلاً تم سجنه تديناً .. إذا ليطلق سراحه تديناً “، ويستشهد علي مكي بقوله تعالى “ألا تحبون ان يغفر الله لكم”.
ويتابع ahmed adnan “من أساء إلى الرسول الأعظم هو ذلك الذي اعتبر حب الرسول الأعظم غلوا وشركا وليس حمزة وتركي الحمد ، من أساء للرسول الأعظم هو من حرض على حمزة كاشغري و تركي الحمد وليس تركي و حمزة”
ويرى Bassim Alim “خطأ حمزه تجاوزته بمراحل النفوس المريضة التي تنادت لنهشه باسم الدين وتلك التي سمحت ببقاءه في السجن بعد إعلان ندمه على الملأ “.
ويطالب عبدالله المالكي “إذا كنت تحب الرسول وتعظّم هديه وسيرته فإياك أن تؤيد أو تصمت على الظلم الذي تعرض له حمزة .. كفانا تشويها للإسلام ! “.
ويصف توفيق السيف حمزة بأنه ” رمز لشبابنا الأذكياء الشجعان الذين حرروا عقولهم وقلوبهم من الوهم والخرافة وهيمنة التاريخ” .
الجفري يطالب بالإفراج عن حمزة
رداً على سؤال لأحد متابعيه من هو حمزة يقول الشيخ حبيب الجفري ” أنه شاب سعودي مثقف وأديب خانه التعبير في مخاطبة النبي واعتذر واستغفر وأعلن توبته فأبوا إلا المطالبة بقتله”.
ويتابع الجفري ” لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قابل حمزة لو أنه قابله لمسح بيده الشريفة على صدره .. هكذا عامل فضالة الرجل الذي حاول اغتياله .. فكيف بمن آمن به وخانه التعبير عن شكواه”.
يقول علي الجفري” #عام_على_حمزة وكرة الثلج تكبُر فهل من حليم؟”
ويضيف الجفري “#عام_على_حمزة ولا تزال غوغائية المجتمع في صممها عن صرخة سقراط:واعلموا أن نفوسكم هي التي في كفة الميزان لا نفسي” ،ويتابع الجفري “#عام_على_حمزة ازداد فيه إيمانا ومحبة للنبي وسلاما مع نفسه وكشف عوار بيت الخطاب الإسلامي المعاصر ومدى افتقاره للمصداقية والرحمة” ،ويكمل “#عام_على_حمزة وقساة القلوب يتوعدونه بالقتل ويهددون أسرته .. هم أحق بالعقوبة لأنهم يطعنون في رحمة من أرسله الله رحمة للعالمين”.
مغردون :” نغار على النبي ولن نرضى إلا بإقامه الحد على حمزة”
يقول عبدالعزيز الشهري” #عام_على_حمزة كلنا ممتعضين لتأخر محاكمته ، ولكن فرق بين من ينتظرها ليسقط حق النبي من شتم كشغري له ، وبين من ينتظرها ليقتص لنبينا منه “.
ويسترسل المحامي خالدالبابطين ” #عام_على_حمزة دون ان يصدر فيه حكم كفيل بصون جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جرأة السفهاء والمستلبون ثقافياً”.
ويتابع ابوغلا فيصل ” لن نرضى بأقل من أن يقام حد الله عليه الى كل محبي المصطفى إلا تغارون لحبيبكم كيف يوجد بيننا من يطالب بإخراج شاتم المصطفى، كنت ممن رفع دعوة قضائية عليه وشعرت انه اقل مايمكن ان اقدمه لحبيبي صلى الله عليه وسلم “
ويتسائل فيصل ” أليس أحق بالناس أن يدافعوا عن اللذي سجن بتهمة الدفع عن الحبيب #تسعة_سنين_على_خالدالراشد “
ويوافقه في الرأي إبراهيم السليمان “#عام_على_حمزة و أعوام على غيره فلم تخصيصه مع أن بعض الموقوفين جرمهم لا يقارن حمزة -إن سلمنا بوجود جرم- فك الله كربة جميع الموقوفين”.
ويستطرد عبدُالرحمن بن عادِل “يأتي يوم القيامة بأبي هو وأمي بين يدي الله تعالى فيقول : ربِّ .. أمتي أمتي ! وبعض أمته الآن يُدافعون عن من سبّه وانتقص منه ! عندما يُتطاول على خير البشر فلا مكان للعواطف هنا .. حمزة يقرب لي من بعيد وأعرف أهله .. ولا أرى له جزاءً سوى حكم الشرع بالقتل ، لو أننا قبلنا توبة كل من سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم.. لبقي رسول الله يُسبّ إلى قيام الساعة.. إقطعوا رأسه ليكون عبرة لغيره !
ويضيف بلال الفارس ” قال الله في الزناة ” ولاتأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر” أحكام الله وحدوده لا مكان فيها للعواطف”.
حكم العلماء في سب النبي صلى الله عليه وسلم
اتفق العلماء على أن من سب النبي  صلى الله عليه وسلم كافر مرتد خارج عن الإسلام .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إنَّ سبَّ الله أو سبَّ رسوله كفر ظاهراً وباطناً ، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرَّم أو كان مستحلاًّ له ، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده ، هذا مذهب الفقهاء ، وسائر أهل السنَّة القائلين بأن الإيمان قول وعمل ،” الصارم المسلول ” ( 1 / 513 )
وجاء في (الموسوعة الفقهية ) ( 40 / 61 ) : “ورد في الكتاب العزيز تعظيم جُرم تنقص النبي صلى الله عليه وسلم أو الاستخفاف به ، ولعن فاعله ، وذلك في قول الله تعالى : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهيناً ) ، وقوله تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ) ، وقد ذهب الفقهاء إلى تكفير من فعل شيئاً من ذلك” ، وجاء فيها – أيضاً – ( 22 / 184 ) : “وحكم سابِّه صلى الله عليه وسلم أنه مرتد بلا خلاف” .
إذا تاب مَنْ سَبَّ النبي صلى الله عليه وسلم وندم على ما فعل ، ورجع إلى الإسلام ، فهذه التوبة تنفعه فيما بينه وبين الله ، فيكون مسلماً مؤمناً عند الله تعالى ، أما قتله فلا يرتفع عنه وجوب القتل ، فيقتل مسلماً ، فيغسَّل ويصلَّى عليه ويورث ويُدفن في مقابر المسلمين ، أما المرتد الذي لم يرجع إلى الإسلام فيقتل كافراً .
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : هل تُقبل توبة من سب الله عز وجل أو سبَّ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ .
فأجاب : “اختُلف في ذلك على قولين :
القول الأول : أنها لا تُقبل توبة من سبَّ الله ، أو سب رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهو المشهور عند الحنابلة ، بل يُقتل كافراً ، ولا يصلَّى عليه ، ولا يُدعى له بالرحمة ، ويُدفن في محل بعيد عن قبور المسلمين .
القول الثاني : أنها تُقبل توبة من سبَّ الله أو سب رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا علمنا صدق توبته إلى الله ، وأقرَّ على نفسه بالخطأ ،  ولكن يجب قتله .
 وأن شيخ الإسلام ابن تيمية ألَّف كتاباً في ذلك اسمه ” الصارم المسلول في تحتم قتل ساب الرسول ” وذلك لأنه استهان بحق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فإن قيل : أليس قد ثبت أنَّ مِن الناس مَن سب الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته وقَبِل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توبته ؟ .
أجيب : بأن هذا صحيح ، لكن هذا في حياته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والحق الذي له قد أسقطه ، وأما بعد موته فإنه لا يملك أحدٌ إسقاط حقِّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فيجب علينا تنفيذ ما يقتضيه سبه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، من قتل سابِّه ، وقبول توبة الساب فيما بينه وبين الله تعالى.
فإن قيل : إذا كان يحتمل أن يعفو عنه لو كان في حياته : أفلا يوجب ذلك أن نتوقف في حكمه ؟ .
أجيب : بأن ذلك لا يوجب التوقف ؛ لأن المفسدة حصلت بالسب ، وارتفاع أثر هذا السب غير معلوم ، والأصل بقاؤه .
فإن قيل : أليس الغالب أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعفو عمَّن سبَّه ؟ .
أجيب : بلى ، وربما كان العفو في حياة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متضمِّناً المصلحة وهي التأليف ، كما كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلَم أعيان المنافقين ولم يقتلهم ( لِئلاَّ يتحدث الناس أن محمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ ) لكن الآن لو علمنا أحداً بعينه من المنافقين : لقتلناه ، قال ابن القيم رحمه الله : ” إن عدم قتل المنافق المعلوم : إنما هو في حياة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقط “
منقول من ” مجموع فتاوى الشيخ العثيمين ” ( 2 / 150 ، 152 ) .
العلويط : كاشغري لم يسب الرسول ؟!
يقول الباحث الشرعي عبد الله العلويط : “أن تغريدات كشغري لا ينطبق عليها السب وانما انكار مقام النبوة وفضل النبي على غيره وجعله برتبة البشر لأنه قال سأصافحك كالند للند واكره فيك اشياء فهذا انكار لفضله وهو جرم بحق النبي وعليه ان يتوب ويستغفر لكنها لا تسمى سباً بالمعنى الذي يتحقق معه القتل “
نحن مأمورين بالصلاة على النبي لعظم منزلته عند رب العالمين
أدعوا الباحث عبد الله العلويط الذي تأمل تغريدات حمزة كاشغري ولم يجد فيها (سب) للرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يتوقف فقط عند قول حمزة (لن أصلي عليه ) .
ويتأمل في قوله تعالي (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ). [الأحزاب:56] صدق الله العظيم
ليعرف منزلة النبي صلى الله عليه وسلم  عند رب العالمين ، الذي أمرنا بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما مسأله توبته فقد أوضح العلماء الحكم في ذلك كما ذكرت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق