السبت، 2 فبراير 2013

إعصار ساندي.. دعوات بالهلاك وشماته في الأعداء




المقال (هبه عراقي ) :

في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة الأمريكية أسوأ إعصار في تاريخها .. امتلأ تويتر على آخره بحاله من الجدل فاقت كل التصورات ، ولايزال الجدل محتدماً فكل واحد مقتنع بمايقول ، ويرفض الاستماع للآخر …
 مشاعر الكراهية لأمريكا برزت بصورة واضحة بعد هذا الإعصار ، وكانت فرصة للشماته بالأعداء والدعوة عليهم بالهلاك ، رغم تحذيرات مفتي السعودية من الدعاء عليهم ، في المقابل فضل البعض الانحياز إلى ضحايا ساندي من باب الإنسانية ووجود مبعتثين لنا هناك – ربي أحفظهم وأعدهم إلينا سالمين – .
مايعصف بأمريكا إلاّ النسوة !!
سخر المغردون من اسم ساندي الذي سمي الاعصار به .. وتساؤلوا “لماذا كل الأعاصير القوية المدمرة لها أسماء نسائية، بينما الأعاصير الرجالية ،، يا عيني غلبانة؟!”.
ورجح أحدهم أن “موظفي الأرصاد كانوا يسمون الأعاصير تيمناً بأسماء زوجاتهم”،؟!”، وقال مغرد” الظاهر ما يعصف بأمريكا إلا النسوة!”.
ويقول مغرد يعيش في الولايات المتحدة أن “الأعاصير كالنساء، عندما يرحلون يأخذون بيتك وسيارتك” .
ونشر أحد المغردين صورة لإحدى كوارث الإعصار ساندي التي تسبب بها أمس، وقال ” إذا إعصار زي ده واسمه ساندي.. أومال لو اسمه فرغلي هيبقى عامل إزاي؟!” .
يذكر أن الأعاصير كانت تسمى بالتواريخ، كإعصار عام 1906م، ثم أصبحت بحسب المكان كإعصار ميامي، إلا أن عالم الأرصاد كلمنت راج وضع حداً لذلك، وسمى الأعاصير بأسماء الأشخاص، واختار أسماء ذات أبعاد متناقضة فأطلقها على سياسيين كان يكرههم ونساء كان يحبهن، فباتت سنة متبعة.
والفكرة من وراء تسمية الأعاصير هي من أجل سرعة التعرف عليها، فهي أسهل من تذكر الأرقام أو المصطلحات التقنية لها.
وبحسب مواقع الطقس العالمية، فإن التقاطع بين الأعاصير والنساء هو من ولد هذه الفكرة، فالنساء يصعب التنبؤ بعنفهن، ومزاجها متقلب وغضبها يطغى بسرعة ولا تكتمه، كحال الأعاصير.
 إلا أن اعتراض النساء على ذلك حتم وضع أسماء مذكرة، فبدأ ذلك من العام 1979م، حيث تطرح قائمة جديدة كل 6 سنوات تتضمن أسماء مذكرة ومؤنثة على التوالي، ومرتبة أبجدياً، وهي أسماء مسبقة للأعاصير القادمة.


القرآن الكريم .. وآيات للظالمين
العذاب يحل على الأمم عند انتشار المعاصي ..هكذا كان تفسير غالبية المغردون لمايحدث في امريكا من أعاصير وكوارث طبيعية متتالية فيقول مغرد ” لااستغرب لو حل العذاب في بلد حلل زواج الرجل بالرجل وجاهروا بذلك” .
وغرد آخر ” أمهلهم الله ، لكن عندما استهزأوا وسخروا برسول الله أرسل عليهم الريح المهلكة ، ونار جهنم أشد وأخزى”.
الاستشهاد بالآيات القرآنية كان السمة الغالبة على معظم التغريدات .. على تويتر فكتب د. عبدالعزيز آل عبداللطيف،الأستاذ المشارك بقسم العقيدة بجامعة الإمام، معلقاً على إعصار ساندي ” عواقب وعقوبات طغيان أمريكا قال الله تعالى( ولايزال الذين كفروا تُصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحلّ قريبا من دارهم).
وشدد البعض على أن الدعاء والتوبه من أهم أسباب النجاة مستشهدين بالآية القرآنية ( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون) .
وردد آخر الآية الكريمة( فهل من مدكر) مشيراً إلى أن ساندي لم يكن الوحيد من نوعه بل سبقه مجموعة من الأعاصير مثل إعصار كاثرينا، وإيرين، وريتا.
وذكر آخرون أن الريح من جنود الله مدلالاً بالآية القرآنية (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)صدق الله العظيم .

الشماته والدعاء بالهلاك كقوم عاد
الدعاء على أمريكا أخذ النصيب الأكبر من التغريدات .. ” اللهم اشدد وطـأتك على أمريكا اللهم اغرقها وجعل بيوتها وابراجها واسواقها دماراً وخراباً”، “ اللهم يامن سلطت على عاد الريح الصرصر العاتية وعلى فرعون الغرق والأخذة الرابية اجمع لأمريكا أليم عقوبتك وشديد نقمتك في إعصارساندي ياعظيم” .
وكان الهاشتاق الأكثر جدلاً #اللهم_اجعل_ساندي_كريح_قوم_عاد والذي أثار استياء عدد كبير من الناس ، وظهرت أيضاً هاشتاقات أخرى تحمل نفس المعنى مثل #لو_استجاب_الله_لدعوة_حرق_امريكا #لو_خسف_الله_بأمريكا.
البعض الآخر من المغردون آثر الشماته قائلاً  “يقولون عن نيويورك “المدينة التي لا تنام” انظر إليها بعد إعصارساندي ظلاااااام !!”
وقال آخر” أمريكآ أعلنت نهاية العآلم في سنة 2012 وسبحان الله جات نهايتهم همم في نهايه نفس السنه”!!.
ورأى آخر في إعصار ساندي ” أجمل حدث في نهاية السنة الهجرية “!! ، وأضاف “نتنمى لكم دماراً دائماً وعيشاً منغصاً وزادكم الله ولا أبقى فيكم عيناً تطرف”.
من جانبه يقول ناصر بن سعيد السيف كاتب وباحث شرعي عبر حسابه على تويتر ” يدرك العقلاء أن أمريكا هي الطاغوت الأكبر ورأس الكفر ومعبود المنافقين في واقعنا المعاصر وإلحاق مايضعفها يشفِ صدور قوم مؤمنين “.
وأنكر المغردون “دعوات البعض بالرحمة والعطف على من ابتلوا بـإعصارساندي مطالبين إياهم  بذكر دليل أو أثر يعزز رأيهم إلا التذرع بالإنسانية ورحمة الإسلام “، ووصف المغردون من يعترض على فرحتهم بـ” أصحاب المشاعر الرخوة مع الأمريكان” .
وأضافوا ” من المؤلم أن ترى بعض أحفاد الصحابة يتباكون على قتلى إعصارساندي ، ويتجاهلون ملايين الشهداء في العراق وأفغانستان الذين قتلتهم أمريكا ! “.
واستشهد المغردون على تويتر  بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما دعا على الكفار بأنواع من العقوبات ،ممن كان لهم شوكة وأذية على المسلمين ، ونقل مغرد عن الشيخ /عبدالعزيز بن باز عندما سئل هل نفرح بالعقوبات التي تنزل على الكفار؟! قال: نعم

وفي ظل هذا الكم الهائل من التغريدات التي تشمت في أمريكا لم ينسى المغردون أخواننا المبتعثين هناك بالدعاء لهماللهم إنا نستودعك أهالينا وأحبابنا من المبتعثين و المغتربين اللهم ردهم إلينا سالمين غانمين يا أرحم الراحمين”.
أمريكا خدمت البشرية .. فلاتدعوا عليها !!
في الجانب الآخر .. استغرب االبعض ممن اسعدهم ما حصل من أعاصير في أمريكا وكندا وقالوا ” اذا كان هذا فكْر البعض من المسلمين فلا فرق بينهم وبين ال١٩ إرهابي!”.
وأضاف آخر  ” بعضنا تعامل مع ساندي بعقلية الأطفال الذين يجيدون التشفي على قرنائهم وتعدى ذلك إلى الدعاء وهذا لا يليق”.
ورفض البعض الدعاء على أمريكا لإن بها ” قرابة٧ملايين مسلم” ، وبها أيضاً ” مغتربون سعوديون وعرب ومسلمون “
واعترض بعض المغردون على الهاشتاق #اللهم_اجعل_ساندي_كريح_قوم_عاد ، لو_خسف_الله_بأمريكا #لو_استجاب_الله_لدعوة_حرق_امريكا ، وقالوا ” اتمنى غير المسلمين أن لا يقرؤها أو يترجموها .. وآسفاه”.
واستدل البعض بأفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم ” إنها نفوس بشرية يجمعنا بها إخاء إنساني عام (كلكم لآدم وآدم من تراب)، وقد مر بالنبي جنازة فقام، فقيل:إنه يهودي، فقال:أليست نفسا؟”.
وانتقد بعض المغردون الدعاء على أمريكا مشيرين إلى أن” الامريكان خدموا البشريه اكثر منا.. وتساوؤلوا مين الي بيصنع لك ملابس وسيارات وادوية وابتكارات وحظارة واختراعات؟؟”  وأضافوا ” لو_خسف_الله_بأمريكا لن يكون لدينا إنترنت ولا ايفون ولا سيارات GMC ، ولرجعنا لحياة الباديه والمزارع” – هكذا سنكون نحن الخاسرين من هلاك أمريكا من وجهه نظرهم -.
دعاة يحذرون من الدعاء على ضحايا ساندي وعلماء يردون عليهم  
غرد الدكتور سلمان العودة عبر حسابه على تويتر ” أسوق لهم حديث المصطفى لوثنيي مكة: بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبده.
ولكن رد عليه الشيخ الدكتور . محمد البراك عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى وعضو رابطة علماء المسلمين ” أنه في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على مضر فقال: (اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف) وقد كان في مكة مسلمون).
وأضاف ” من يقول كيف ندعو على أمريكا وفيها مسلمون يحتاج إلى أن يراجع عقيدته فهل نسي هؤلاء أن الله قادر أن ينجي عباده المؤمنين” .

وأكد د. عبد المجيد المنصور عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد – قسم العلوم الشرعية” أن دعاء النبي على حالتين: أن يدعو لهم إذا أمن غائلتهم ورجا هدايتهم، والأخرى يدعو عليهم إذا اشتدت شوكتهم وكثر أذاهم”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق