السبت، 2 فبراير 2013

فلسطين دولة مراقبة في الأمم المتحدة خطوة للأمام أم للخلف ؟!

نوفمبر - 30 - 2012


المقال (هبه عراقي ) :

بأغلبية 138 دولة ورفض تسع دول وامتناع 41 دولة … وافقت الأمم المتحدة على مشروع قرار يقضي بترقية وضع السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة من كيان مراقب إلى دولة مراقبة غير عضو، وهو ما يعني ضمناً الاعتراف بدولة فلسطين.
كما أن وضع فلسطين  الجديد سيسمح لها بالعضوية في المحكمة الجنائية الدولية ، وهو يعني إمكانية محاكمة إسرائيل على انتهاكاتها لحقوق الإنسان في فلسطين .
وعقب إعلان النتيجة، تم رفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة بأيدي الرئيس الفلسطيني  محمود عباس وبمساعدة من وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوجلو.
وتوالت ردود الفعل المرحبة والمعارضة على المستوى الرسمي .. حيث رحبت بعض الدول بالقرار ، وأرسلت التهاني للشعب والسلطة الفلسطينية ، في حين نددت دول أخرى بالقرار ، وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل .
وعلى المستوى الشعبي احتفل البعض بحصول فلسطين على عضو مراقب بالأمم المتحدة،  واعتبره نصراً وأملاً وخطوة إلى الأمام ، في حين أبدى آخرين اعتراضهم على من احتفل وبارك ، مؤكدين أن  ماحدث “كارثة” و” مصيبه ” !! …
بشائر النصر الإسلامي تلوح بالأفق
توالت التكبيرات والتحميد فرحاً بحصول فلسطين على كرسي دولة مراقب بالامم المتحدة ، وردد المعلقون” الله اكبر … الحمدلله خطوه للأمام “، “الله أكبر الله أكبر ظهر الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا” ، وكتب آخر ” بدأت بشائر النصر الإسلامي تلوح في الأفق.. ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك”
وأنشأ المغردون هاشتاق (#فلسطين_دولة_مراقب_غير_عضو_بالأمم_المتحدة) ،  وشهد هذا الهاشتاق تفاعلاً كبيراً  … تقول د. أسماء( فلسطينية) عبر حسابها على تويتر ” ألف مبرووك يا بلادي ونستقبل التهاني بهذه المناسبه الطريق طويل لكنه اول خطوة …” ، وتضيف ندى ” ألف مبرووك لفلسطين وعقبال تحرير البلاد من اليهود بالقريب العاجل يارب”.
وغرد جمال بن حويرب  المستشار الثقافي في حكومة  دبي عبر حسابه على تويتر ” أبارك للأشقاء في فلسطين على حصولهم صفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، هذه خطوة مهمة في طريق الوصول إلى دولة فلسطين المستقلة”.
ويقول متعب الحربي”الجهاد في غزة وباقي الاراضي المحتلة هو الذي انعش فكرة الدولة فلتستمر حماس بالجهاد اذاً”.
ويؤكد أنور العسيري – مقدم برامج – ” أن انضمام فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة ضربة جديدة للصهاينة الذين لم أرهم يتلقون الضربات وهم اذلاء كهذه المرحلة، الربيع العربي قزمهم”.
ويضيف عبد الله الخالدي ” فلسطين لو لم تكن دولة ذات سيادة فى الأمم المتحدة لما قُبلت دولة عضوة (بصفة مراقب) مبروك أيها الفلسطينيون ومنها ..للأعــلــى..!!.

ويشدد أ د . أحمد الحليبي – أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الملك فيصل – ” أهم ما في اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين من دون عضوية أنه لم يلزم الفلسطنيين بالاعتراف بدولة إسرائيل اليهودية ” .
وعددت راندة ابو رمضان – من غزة- من خلال مجموعة من التغريدات عبر حسابها (غزاوية وافتخر) فوائد حصول فلسطين على كرسي مراقب بالأمم المتحدة :

” هي خطوة ستساهم يإنهاء الاحتلال وتحقيق الحقوق الفلسطينية ، و ستنهي أي نقاش أوتشكيك بالدولة الفلسطينية وحدودها “
وتضيف ” رفع تمثيل فلسطين سيجعلهاشريك باتفاقيةجنيف3المتعلقة باسرى الحرب وتفرض هذه الاتفاقية على اسرائيل معاملة المعتقلين الفلسطينين كاسرى حرب، بدلا من معاملة الاحتلال معهم وفق قانون العقوبات تحت مسمى “سجناء امنين” ، كما ” سيتيح الزام الاحتلال الاسرائيلي بالافراج عن كافة الاسرى بحالة وقف العمل العسكري اواعلان هدنةما يؤدي لتبيض السجون من الاسرى”

وتتابع ” عضوية فلسطين كدولة المراقب سيجعلها شريكة في قانون البحار وسيعطيها سيطرة على المياه الاقليمية بعمق 12 ميل ، وهو ماسيغير حال مايجري على شواطيء قطاع غزة حيث يمنع الصيادون من الابحار أكثر من 6 اميال ، كما ستمنع الشركات من التنقيب عن الغاز الطبيعي وملاحقةاسرائيل بمحكمة قانون البحار “.

وتضيف راندة ” من فوائد الحصول على دولة بعضوية مراقب اجبار العالم للاعتراف بالجنسية الفلسطينية لأن كثيرمن الدول لاتعترف بها ممايسبب مشاكل للمغتربين”.

دعوة لمقاطعة الدول المعارض والممتنعة
كما علق المغردين على الدول التي امتنعت  عن التصويت والتي صوتت بلا.. يقول مصطفى أغا ” قبل الفجر نالت فلسطين عضوية الأمم المتحدة كمراقب وأمريكا وصفت اللجوء للشرعية الدولية بالأمر المؤسف و الحزين ؟؟؟ ألمؤسف أننا نظل نودها”.
ويضيف هشان ناذر ” الاغلبيه الساحقة من دول العالم وقفت مع فلسطين وأمريكا تعترض إلى آخر رمق.. ويحك من دوله ظالمه..”
وطالب آخرين بمقاطعه كل من امتنع ورفض التصويت لفلسطين .
وهذه خريطة لدول العالم توضح موقف الدول من التصويت لصالح حصول فلسطين على كرسي دولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة .

فلسطين عضو مراقب “نكبة ثانية ومسرحية لإنقاذ حكم عباس”!!
كان حساب (شؤون إسرائيلية ) على تويتر من أكثر الرافضين والمنددين بحصول فلسطين على عضو مراقب بالأمم المتحدة ، ونقل عنه آخرين …
يقول صاحب الحساب في خانه التعريف بنفسه ” أنا مُسلم، جنسيتي عربي، أعمل لحساب وطني، ووطني هو كل شبر في الأرض يرفع فيه الآذان! دبلوماسي، ومترجم، وباحث متخصص في الشؤون الإسرائيلية “.

وغرد يقول ” إلى الذين باركوا اختيار فلسطين دولة “غير عضو” في الأمم المتحدة! هل تعلمون أن ذلك يعني التخلي عن 78% من فلسطين والإعتراف بالكيان الصهيوني!”
ويوضح شؤون إسرائيلية “معلومة دولة (غير عضو) أو مراقب في الأمم المتحدة، يعني ليست لها كلمة في الجمعية العامة، أي أنها (فاقدة للصوت)!، والبعض يعتبره نصر سياسي!!!”
ويضيف ” هل تعلمون أنه من شروط الإعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة، أن تعترف بإسرائيل كدولة يهودية لها سيادتها!، عار وخزي سيسجله التاريخ!”
ويستطرد ” عباس لايسافر إلآ بإذن إسرائيل، وهي وحدها تمتلك إدارة دفة التصويت في الأمم المتحدة، بعد أن تخلى عن 78% من أرضها سيعود كالفاتح متوجا بالخيبة!”
ويتابع ” الإعتراف بـ فلسطين “دولة غير عضو” يعني ترسيخ سلطة عباس التي صنعت لخدمة الصهاينة ويجعل الصراع من مقاومة محتل إلى نزاع حدودي بين دولتين! تباً”
ويؤكد ” خطر قرارفلسطين(دولة غير عضو)، يكمن بالإعتراف (بإسرائيل كدولة)، وتجريم رفع السلاح ضدها وتكريس سلطة عباس وتهميش حماس ويفضي إلى طرد عرب 48″ .

واستشهد شؤون إسرائيلية بخبراء القانون الدولي اللذين ” أكدوا على خطورة الإعتراف بفلسطين(دولة غير عضو)، وليس ثمة مكسب قانوني واحد لهذه الخطوة!” ، مضيفاً ” أتمنى لو أن حماس إلتزمت الصمت!”
ووصف شؤون إسرائيلية الأمر بأنه ” خدعة القرن! ” و “أنها مسرحية جاءت لإنقاذ حكم عباس “!! .
ويقول محمد بن علي البيشي “أتعجب ممن أبدى فرحه باعتراف الأمم المتحدة بسيادة فلسطين! الموضوع ” كأن شخصا غصب بيتك فتذهب إلى من حرضه قائلا :أليس بيتي ؛ أجاب : بلى”!!
ويتابع عيد السويدي الشمري ‏كاتب صحفي “لو كان القرار الأممي منح فلسطين “دولة غير عضو بصفة مراقب” يخدم القضية لما وافقت عليه دولة كفرنسا التي بنت الترسانة النووية للكيان الصهيوني”
ويقول د. عبدالله معروف أستاذ في جامعة طيبة عبر حسابه على الفيس بوك ” إن أحد أكبر المصائب التي حدثت ” هي مسألة اقتصار هذه “الدولة” على أراضي 67 فقط ، وبالتالي فإن هذا يعني سقوط حق العودة فعلياً وعدم وجود تمثيل رسمي لفلسطينيي الشتات..

ويضيف  معروف” إن أي حديث عن تحرير حيفا وعكا ويافا والرملة وصفد سيكون في المستقبل محظوراً تماماً لأنه يعني بالضرورة أن “فلسطين” تحتل “إسرائيل”….!! وهذه أم الكوارث… أي أن عباس أدخلنا في متاهةٍ خطيرةٍ ومصيبة بل نكبةٍ تاريخية كبرى ثانية أساسها عدم وجود سند قانوني دولي اليوم لا لحق العودة ولا لتحرير أراضينا المحتلة عام 48 أبداً…!!”

كرسي فلسطين المراقب في عيون الدبلوماسيين
وصف الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية حصول فلسطين على صفة الدولة غير العضو في الأمم المتحدة  بمثابة البحث عن بصيص أمل في ظل عدالة مفقودة ، واتباع سياسة المعايير المزدوجة مع قضية الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنه قد حان الوقت لينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.
كما هنأ الممثل الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي الشعب الفلسطيني بقرار الجمعية العامة منح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة.
 وقال العتيبي في كلمة الكويت أمام الجمعية العامة خلال مناقشة (قضية فلسطين) أن القرار إنجاز تاريخي ومحطة مفصلية في نضال الشعب الفلسطيني لنيل كافة حقوقه السياسية وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره والإعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لحدود عام 1967.

وأضاف أن اعتماد الجمعية العامة لذلك القرار “رسالة من المجتمع الدولي الى الشعب الفلسطيني بأن الأغلبية الساحقة من دول العالم تدعم حقوقه وستعمل على تحقيق العدالة ، وإنهاء المأساة المتمثلة في الاحتلال الجاثم على صدره منذ عقود طويلة”.
كما رحبت الخارجية التركية بقبول عضوية فلسطين مشيرة إلى أنه يفتح صفحة جديدة في تاريخها المليئ بالظلم والألم والمعاناة، وأن التصويت الكبير الذي حظيت به في الأمم المتحدة، يعبر عن رسائل لها معان كثيرة.
وعلى الجانب الآخر، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، موافقة الأمم المتحدة على القرار الذي عارضته واشنطن، بأنه يلحق ضررا بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الأمر الذي يزيد من المعوقات التي تواجهها هذه المفاوضات.
وبعد انتهاء التصويت، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بياناً اعتبر فيه القرار،  بأنه لا معنى له، ولن يغير شيئا على الأرض، مذكرا بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، ما لم يضمن أمن مواطني إسرائيل بعد.

الفلسطينيون يحتفلون بكرسي المراقب

تجمع مئات الفلسطينيين في وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية وهم يحملون العلم الفلسطيني ، تعبيراً عن سعادتهم في الحصول على اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطينية غير كاملة العضوية.
ووقف ممثلون عن مختلف الفصائل الفلسطينية على المنصة الرئيسية, بينهم ممثلون عن حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” إلى جانب قيادات من “فتح” وفصائل فلسطينية اخرى.
كما انطلقت تظاهرة مماثلة شارك فيها عدد من قادة الفصائل من أمام مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة وحتى مقرر الأمم المتحدة غرب المدينة.

وردد المشاركون هتافات تؤكد التأييد للرئيس محمود عباس ومنها “يا ابومازن سير سير حتى تقرير المصير” و”طريق الوحدة حددناها حكومة وحدة بدنا اياها”.
ورقص المشاركون في التجمع على أنغام الأغنية الشعبية التي باتت مشهورة منذ عام “اعلنها يا شعبي اعلنها دولة فلسطين اعلنها, وبعلمك زينها”.

من حقهم أن يفرحوا
أياً كانت مشاعرك اتجاه حصول فلسطين على عضو مراقب بالأمم المتحدة  ، فنحن نحترمها خاصة إذا كانت مبنية على حقائق وليس على إشاعات مغرضه ، ولكن يبقى من المهم أيضاً احترام مشاعر الأخرين السعداء بهذا الحدث التاريخي، فمن حق الفلسطينيين أن يفرحوا ، فقد عانوا كثيراً …
 وسيبقى ماحدث خطوة نسأل الله أن يتلوها خطوات أخرى للأمام حتى يتحول حلم الدولة الفلسطينية إلى حقيقة ويرجع الحق لأصحابه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق