السبت، 2 فبراير 2013

من يصلح العلاقة بين ساهر والناس ؟!

يناير - 19 - 2013


المقال (هبه عراقي ) :

لقد تدهورت العلاقة بين ساهر والناس في المملكة العربية السعودية مؤخرا ً .. وكأني أرى ساهر وقد أصبح عدواً للسائق في السعودية ، اتهامات لساهر بأنه يسعى للتربح فقط على حساب الناس ، وبلغة الأرقام مكاسب ساهر في خانة المليارات!!
امتلأت الصحف بالمقالات والكاريكاتيرات التي تتحدث عن سلبيات وإيجابيات ساهر.. البعض طالب بإلغائه .. في حين دافع الفريق الآخر عن ساهر ، وبات الكل حائر من ساهر .
أنباء فرض الغرامة تزيد احتقان الناس من ساهر
على موقع التواصل الاجتماعي تويتر .. انتشرت أنباء عن فرض المرور لغرامه على كل من يستخدم الأنوار الخلفية للسيارة ، لتنبيه غيره من السائقين بوجود كاميرات أو سيارات ساهر على الطرق  على هاش تاق (#ساهر، #بدائل_الفليشر_للتنبيه_بوجود_ساهر،#مخالفة_لمن_ينبه_السائقين_بوجود_ساهر)
المغردون دافعوا عن استخدام الأنوار الخلفية للسيارة ، لتنبيه غيرهم من السائقين من ساهر،  لأن نتيجة هذا التنبيه هو تخفيف السرعة ، والقيادة بحذر.
لكن الأنباء تقول أن هناك غرامة وأن المرور يحذر من أي تعاون من هذا النوع ويراه مراوغة من قائدي المركبات توجب العقاب ؟!.
هذا الخبر.. أثار احتقان الناس أكثر من ( ساهر ومن إدارة المرور) .. حيث توالت ردود الفعل المنددة والغاضبة على تويتر وصلت إلى حد  الدعوة لتكسير أجهزة ساهر ، وسارع البعض إلى كتابه بدائل وطرق جديدة بدلاً من الفليشر للتحذير من ساهر !!.
الأهم من آراء الناس هو رأي رجال الدين حيث أكد عضو هيئة كبار العلماء سعد الخثلان أن” تنبيه السائقين بعضهم لبعض عن وجود ساهر من التعاون على البر والتقوى ” ، وقال المفتي في شريط فيديو انتشر على اليويتوب أن” تنبيهك للسائقين عن وجود كاميرات ساهر أمرٌ طيب وفيه تعاون وحثٌ على التقيد بالنظام والإلتزام “
تضارب التصريحات بشأن الغرامة على (الفليشر )
تصريحات مسؤولي المرور تضاربت فيما يتعلّق بفرض غرامة على استخدام الأنوار الخلفية من قبل السائقين لتنبيه السيَّارات القادمة بوجود كاميرات أو سيَّارات ساهر على الطريق باعتبارها مخالفة .
حيث نفي مدير الإدارة العامة للمرور اللواء عبدالرحمن المقبل لصحيفة سبق الأنباء قائلاً ” إن ما نشر عن فرض غرامة (تبلغ قيمتها يبلغ 150 ريالاً، والأعلى 300 ريال)، على تشغيل (الفليشر) غير صحيح، ونصح باستخدام المنبه (الفليشر) أثناء تعطل مركبة السيارة، أو انعدام الرؤية” .
أما الناطق الإعلامي في مرور المنطقة الشرقيَّة المقدم علي الزهراني ذكر لـ(الوطن) أن “استخدام المنبه الخلفي للسَيَّارَة (الفلشر) لتحذير السائقين القادمين من الخلف بوجود كاميرات أو سيَّارات ساهر يُعدُّ مخالفة ويعاقب عليها النظام بمخالفة مروريَّة من مخالفات الفئة الثالثة) .
الكاتب فضل بن سعد البوعينين كتب مقالاً عنوان ( فَزَّاعة ساهر) يقول فيه أن ” التصريحات المجتزئة والضبابية لا تساعد على بناء الثِّقة بين المواطن وجهاز المرور؛ في الوقت الذي تُؤثِّر فيه تضارب المعلومات بين مسؤولي المرور سلبًا في المتلقي؛ وتعكس ضعفًا في التنسيق الإعلامي” .
ويضيف البوعينين أن ” سيَّارات ساهر تختبئ في عبارات السيول ومنخفضات الطرق خشية أن يراها سائقو المركبات، بل ربَّما توقفت في مواقع تُهدِّد المركبات الأخرى بالخطر”.
وأكد البوعينين أن” وجود ساهر يتسبب في مخاطر جانبية للسائقين الذين يسارعون لتخفيف سرعتهم المفاجئة لا إراديًا بمُجرَّد رؤيته وإن كانت سرعتهم متوافقة مع السُّرعة القانونية وهذا يُؤدِّي إلى أخطار مفاجئة للسيَّارات القادمة من الخلف، وقد وقعت حوادث كثيرة بسبب هذا السلوك؛ ومن هنا أعتقد أن الفلشر في هذه الحالة مبررًا لمنع خطر الاصطدام لا منع خطر مخالفة ساهر”.
أمّا الكاتب عبد العزيز السويد فكتب مقالة حول المخالفة الجديدة عنوانها بـ(هل طلب ساهر الحماية؟)؛ يقول فيها “للعلم كان السائقون في الطرقات الطَّويلة منذ ما قبل ساهر يتبادلون الإشارات الضوئية للتحذير من تربّص دوريات، ولم تهتم المرور أو أمن الطرق بهذا، لكن ساهرقطاع خاص مرن وسريع التأثير”.
ويضيف الكاتب ثامر السعيد في مقاله (ساهر الملياردير) أن الانظمة المرورية أصبحت أقل هيبة وأكثر عرضة للانتهاك منذ تطبيق نظام ساهر، أرقام الحوادث لم تتغير بالشكل المطلوب ، والطرقات تشتكي من انتهاك أنظمتها “.
ويضيف السعيد أن ” عدم مشاركة مشغلي ساهر في التوعية والتنمية ضعفا منهم وتقصيرا بما أن البرنامج هو برنامج توعوي أكثر من كونه تحصيلياً  فلماذا لم نشاهد مستشفى مقدما من مشغلي ساهر للتخفيف عن مصابي الحوادث “حمانا الله وإياكم منها”.
وختم السعيد مقاله ” نحتاج للتوعية بالانظمة المرورية أكثر من تسديد المخالفات المرورية, أتمنى للجميع قيادة آمنة من الحوادث ومن ساهر”!!.
تطبيق ساهر في الخارج وسؤال بريء
نظام ساهر مطبق في معظم دول العالم ولكن مثلاً في بريطانيا تضع ساهر في أماكن ثابته ويوضع لها علامات تدل عليها قبل الوصول إليها ، و في أمريكا حكمت محكمة لصالح سائق ادَّعى على إدارة المرور بأنها تعمدت إعطاءه مخالفة السرعة؛ وأن تركيزها كان منصبًا على قيمة المخالفة لا سلامته؛ واستشهد باختباء رجل المرور خلف شجرة وتلصصه لتسجيل سرعة المركبات؛ ما يعني رغبته في تحصيل المال لا سلامة السائقين وحثّهم على خفض سرعة مركباتهم” .
ويبقى السؤال إذا كان الغرض من ساهر الحد من السرعة لماذا الاختباء تحت الجسور أو خلف الأشجار، للتربص بمرتادي تلك الطرق ؟!.
مكاسب ساهر الطائلة
وبلغة الأرقام .. أكد مصدر في إدارة المرور أن قيمة المخالفات المرورية الصادرة العام الماضي بلغت 5 مليارات ريال سعودي ، وفي العام الماضي كانت الحصيلة 6,8 مليار ريال ، وهو رقم ضخم من الأرباح إذا ماقورنت بأي مشروع استثماري آخر !!.

ساهر فرد من العائلة
لقد صار ساهر بنداً هاماً في ميزانية الأسرة وكأنه فرد من أفراد هذه الاسرة له مصروفات شهرية ربما تصل إلى ألف ريال أو أكثر .. الشكاوى تتزايد .. ونار ساهر تكوي الجميع ، وحاله الاحتقان من ساهر تتصاعد ، ولاأحد مهتم بآراء الناس .. فمن يصلح العلاقة بين ساهر والناس ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق