السبت، 2 فبراير 2013

المغردون ينتفضون ضد مقال الملحم وإسرائيل تحتفي به



المقال (هبه عراقي ) :

ثارت ثائرة المغردون على تويتر بسبب مقال الكاتب السعودي عبد اللطيف الملحم الذي نشرته صحيفة عرب نيوز السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية، وترجمته وأعاد نشره العربية نت، يأتي هذا في الوقت الذي احتفت فيه اسرائيل بالكاتب ، والمقال الذي يدعو فيه إلى إنهاء الكراهية والعداء لإسرائيل،  بزعم أنها تحترم حقوق الفلسطينيين!!.
ونشر المحلم رابط المقال الذي جاء تحت عنوان ” الربيع العربي والعدو الاسرائيلي ” عبر حسابه على تويتر ، مشيراً إلى أن المقال قد لايعجب الكثير .
عار وخيانه .. والغريب أنه من ” ضابط ” !! 
لاقى المقال ردود فعل غاضبة على تويتر ، وقد أنشأ هاشتاق مخصوص بعنوان #سعوديون_ضد_التطبيع أكد من خلالها المغردون أن ” إسرائيل ستظل عدونا الأول ، وأن فلسطين هي قضيتنا الأولى مهما تعددت قضايانا، فالحل يبدأ وينتهي في القدس” ، وهذه رسالتنا  للملحم أننا سعوديون ضد التطبيع .
ويقول آخر ” لا بارك الله فيك ، ولا في حرف كتبته ، اسرائيل هي العدو الأول ” .
وهاجم المغردون الملحم ووصفوه بـ ” المأجور ” و ” المطبل ” وأنه ” يمثل ثقافة متصهينة متأمركة تسري تحت الرماد وتدفع بمثله للواجهة لإختبار قوة ردود الافعال”.
ولكن بعض المغردون توقفوا أمام الزي الذي يظهر فيه الملحم عبر حسابه على تويتر وهو (الزي العسكري) فهو – عميد سابق في البحرية السعودية- ، فقال أحدهم معلقاً ” قرأت مقالتك وتعجبت ، وزاد تعجبي حينما علمت أنك ضابط فهل يعقل ذلك!!  ، حالنا مخزي ومؤسف إن كان هذا الرأي صدر من عامي فما بالنا بضابط؟!”.
كما اثار المقال غضب مغرد فلسطيني على تويتر ولكنه أكد ” أن الشعب الفلسطيني لن يبقى وحيداً في كفاحة ونضاله من أجل استرداد أرضه وحقوقه ، فما زال في العالم ،وسيبقى الكثير الكثير من الأحرار ،ومن الكتاب العظماء المدافعين عن الشعب الفلسطيني وحقوقه “.
من جانبه حذر أحمد بن عبد الرحمن الصويان رئيس تحرير مجلة البيان ورئيس رابطة الصحافة الإسلامي من التهاون مع الملحم قائلاً ” قلم التطبيع مع الصهاينة لايجوز التهاون معه،وإذا سكتت الخارجية السعودية ووزارة الإعلام، فلايجوز أن يسكت الشعب عن أقلام العار”، ويضيف أن ” مقال الملحم فضيحة سياسية وأخلاقية ، ولوكانت وزارة الإعلام تحترم نفسها لحاكمت الكاتب وصحيفة عرب نيوز وموقع العربية “.
ويضيف أحمد بن راشد بن سعيد أستاذ في جامعه الملك سعود وصحفي ” أنا حزين..لأن الشعب السعودي يغضب من إساءات حمزة وحصة إلى العقيدة..ولا يغضب من إساءات الملحم..أليست فلسطين بقدسها جزءاً من العقيدة؟”  ، ويتابع “هذا ليس تطبيعاً، هذا ليس تصهيناً، هذه خيانة”!!.
وتتفق معه في الرأي د.نورة خالد السعد أكاديمية وكاتبة  ورئيسة مركز التمكين للمستقبل للإستشارات والدراسات فتقول “من سمح بنشره وترجمته المسئول الأول عن هذه الخيانة للأمة الإسلامية وليس للشعب في أرض الحرمين فقط” .
مدافعون عن التطبيع 
ولنلقي نظرة على الجانب الأخر .. فهناك من يدافع عن التطبيع بشراسه وله وجهه نظر في ذلك منها مايقوله أحد المغردين “هل نستطيع تحرير فلسطين؟الجواب لا، فلماذا نناطل في هذا الموضوع والشعب الفلسطيني هو الضحيه، إما الحرب أو التطبيع”، ويضيف “ولو دخلنا الحرب لخسرنا فنحن نعرف قدراتنا العسكرية الجبارة، وكذلك الخيانه تجري بالدماء العربيه والتاريخ خير دليل”.
ويقول آخر ” أن كلام المحلم منطقي جداً “، ويضيف آخر “أيهما أخطر على مستقبلنا إسرائيل أم الفساد ؟! “

الملحم يسأل ” ما إذا كانت اسرائيل العدو الحقيقي للعالم العربي؟!”
وبعد أن استعرضنا معكم جميع الآراء ، وقبل أن تحكموا  على “الملحم”  ، تعالوا بنا نستعرض أهم ماجاء في مقالته المثيرة للجدل ، والتي جاءت بعنوان “الربيع العربي والعدو الإسرائيلي” :-
يطرح الكاتب في مقالته مجموعة من التساؤلات وهي ” ما التكلفة الحقيقية للحروب مع اسرائيل والتي تكبدها العالم العربي؟ ” ، ” و السؤال الأصعب الذي لا يرغب أي شعب عربي في طرحه كما يقول الكاتب  ” ما التكلفة الحقيقية لعدم الاعتراف بإسرائيل عام 1948؟ “.
ويتابع .. ” أما السؤال الذي لا يرغب أي عربي في سماعه فهو: ما إذا كانت اسرائيل العدو الحقيقي للعالم العربي والشعوب العربية؟!” .
ويجيب الكاتب عن هذه التساؤلات قائلاً ” إن عدم الاعتراف بإسرائيل هو الذي أدى إلى ظهور مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وأن هزيمة ٦٧ هي التي زادت أعداد هؤلاء اللاجئين”
“وأن الإسرائيليين لم يفعلوا بالعرب شيئاً مقابل ما فعلته بهم أنظمتهم الديكتاتورية، وأن الفلسطينيين يعيشون في نعيم تحت حكم المحتل، وأنهم يمتلكون حقوقا لا تحلم بامتلاكها الشعوب التي لا يحكمها الاحتلال” .
 ويضيف ” لقد أهدر العالم العربي مئات المليارات من الدولارات وفقد عشرات الألوف من الأبرياء في محاربة إسرائيل التي يعتبرونها عدوهم المؤكد، العدو الذي رفض العرب الاعتراف به”
ويستطرد ” إن النظم الديكتاتورية في عالمنا العربي وظفت الصراع العربي-الإسرائيلي لقمع شعوبها” .
وهاجم الكاتب مايعرف بالربيع العربي في مصر واليمن وسوريا ولم يخفي إعجابه لاسرائيل قائلاً  ” في الوقت الذي تعيش فيه معظم الشعوب العربية في فوضى بسبب الربيع العربي ، نجد أن إسرائيل لديها أحدث مراكز البحوث والجامعات والبنية التحتية”  .
ويختتم الكاتب مقاله ”  الآن علينا أن نوقف الكراهية والحروب ، ونبدأ في خلق ظروف حياتية أفضل من أجل مستقبل الأجيال العربية “!! .
اسرائيل تحتفي بمقال الملحم
لاقى مقال الملحم ترحيباً واسعاً من كافة المؤسسات الرسمية والشعبية في إسرائيل حيث نشر موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية ملخص المقال من خلال موقعها الرسمي على الانترنت باللغه العربية .
وأبدى ” أفيخاي أدرعي”  المتحدث الرسمي باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي إعجابه بمقال عبداللطيف الملحم و نقل منه فقرات من خلال حسابه على الفيس بوك ثم ختم بعبارة ” كلام رائع لم يكتبه اسرائيلي بل كاتب سعودي ” !!.

وكتبت محررة الشئون العربية ” سمدار بيري ” في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن الملحم “يهب علينا من السعودية نسيم عليل مفاجيء ، شجاع يثير الفضول”.
هذا الإحتفاء بالكاتب والمقاله أثار استياء المغرودة على تويتر،  فعلقوا ” احتفال بائس بشخص لا قيمة له.”
ولكن ماسر احتفاء اسرائيل به .. يقول محمد عبدالله الوهيبي أستاذ العقيدة والمذاهب المشارك  بقسم الثقافة الإسلامية جامعة الملك سعود مقال عبد اللطيف الملحم ” أختار أسوأ ماعند العرب، وأحسن ماعند الصهاينه – حسب ظنه – ” ولذلك أحتفت به اسرائيل .
جدير بالذكر أن هذا ليس المقال الأول من نوعه لهذا الكاتب الذي يدعوا فيه إلى التطبيع والاعتراف بإسرائيل  ، فقد سبق أن نشر مقالاً في صحيفة هآرتس الإسرائيلية تاريخ 25/3/2011
يقول فيه :-  ” أنا أتساءل الآن: ماذا كان سيحدث لو وافق الفلسطينيون والعرب على الاعتراف بكيان إسرائيل يوم 14 أيار عام 1948، واعترفوا بحقها في الوجود؟
 ويضيف ” لو اعترف العرب بإسرائيل عام 1948 لتحرر الفلسطينيون من الوعود الجوفاء التي قدمها لهم الطغاة العرب”   ، ويسترسل في مقالته ” لو اعترف العرب ياسرائيل ما كانت هناك حاجة للقيام بانقلاب في مصر عام 1952 ضد الملك فاروق ،وما اندلعت حرب 1956 ،1967 ،وما حدث انقلاب في العراق ولا في ليبيا “.
وهكذا يمضي الكاتب في طرح أفكاره ” الغريبة ” مدافعاً عن التطبيع مع إسرائيل والاعتراف بها ، ومحملاً العرب المسؤولية الكاملة عن عدم الاعتراف بإسرائيل وماخلفه ذلك من كوارث !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق