السبت، 2 فبراير 2013

هل الأديان تتحاور .. وماقصة الحاخام اليهودي في مركز حوار الأديان ؟!

ديسمبر - 1 - 2012


المقال (هبه عراقي ) :

حظى افتتاح مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا باهتمام واسع إعلامياً في الداخل والخارج ، ولكن بين السطور أمور لايمكن السكوت عليها فالصمت عار والحديث صعب !!.
لكن المثير هو خبر تعيين حاخام يهودي في مركز حوار الأديان الخبر الذي عرفناه من خلال صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية .
وتعمدت الصحيفة  الإسرائيلية استخدام تعبيرات (مستفزة ومثيرة) في عرضها لتفاصيل الخبر الذي جاء بعنوان ” عبد الله عيين إسرائيلياً لإدارة المركز العالمي لحوار الأديان” !!.
ورغم أن العنوان يفهم منه أن الحاخام أصبح مديراً لمركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان والثقافات إلاّ أن التفاصيل جاءت خلاف ذلك ، حيث تم اختيار الحاخام الإسرائيلي دافيد روزين، ، ضمن مجلس إدارة المركز المؤلف من تسعة مقاعد.
وقد استخدمت الصحيفة بعض العناوين الجانبية المثيرة مثل (الذئب بجوار الحمل)، و(حاخام إسرائيلي بجوار مسئول إيراني، يجلسون سوياً في المركز العالمي لحوار الأديان الذي أقامه الملك عبد الله السعودي)!!.

وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت أن “المفاجئة والتي لا شك فيها أنه تم تعيين الحاخام الإسرائيلي “ديفيد روزن” مديراً للمركز”- حيث تصر الصحيفة على تحريف الخبر -.
وأوضحت الصحيفة أن “هذا الحاخام إسرائيلي يهودي أرثوذكسي من القدس كان يعمل منسقاً للعلاقات الدولية في اللجنة اليهودية الأمريكية، ومستشارا للحاخامية الكبرى في إسرائيل للشئون الدينية” .
واعتبرت الصحيفة “تعيين حاخاماً إسرائيلياً مديراً لهذا المركز مثيراً للدهشة، نظراً للحساسية البالغة من تعيين شخصية إسرائيلية لتدير مركزاً أقيم بمبادرة وتمويل سعودي”.!!- في محاولة من الصحيفة لاستفزاز الرأي العام -.

وقالت الصحيفة “إن الحاخام التقى الملك عبد الله في قصر الصيف في الدار البيضاء في المغرب في إطار مساعي سرية كانت تجرى على مدار عدة سنوات انتهت بتعيين الحاخام مديراً للمركز”.
وقال الحاخام في تصريحات أدلى بها لصحيفة يديعوت أحرونوت إن “الملك عبد الله تحدث خلال اللقاء عن التوارة وما تدعو إليه بود وحميمية بالإضافة إلى حديثه عن القرآن والإنجيل”.
وقال روزين للصحيفة الإسرائيلية،” قدمت الشكر للملك السعودي على شجاعته في تعيين حاخام إسرائيلي ضمن مجلس إدارة المركز، وأعربت عن أملي في أن تؤدي المبادرة إلى تغييرات في مجال الحريات الدينية في السعودية، وأن تكون المبادرة مفيدة لليهود الذين يعيشون في الأرض المقدسة” .

وعرضت الصحيفة صورة “روزن” وهو يسلم على الملك عبدالله الذي زار المركز أخيرًا
يذكر أن هذا المركز يتبع مباشرة الديوان الملكي السعودي، وجميع رجال الدين والعاملين فى به، والبالغ عددهم نحو 70 شخصًا يتبعون مباشرة الديوان الملكي.
قامت بترجمة الخبر من الصحيفة الإسرائيلية شيماء إبراهيم – مترجمة عبري بالتلفزيون المصري – .
حوار الأديان .. ماهي الأهداف ؟!
ينظر البعض لمركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان والثقافات باعتباره خطوة لإرضاء الغرب عن السعودية ومحاولة لتحسين صورة المملكة في الخارج ، خاصة بعد هجمات 11 من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة والتي كان معظم المشاركين فيها سعوديين .

ولكن إذا كان هذا هو الهدف الخفي الغير معلن فما هي الأهداف المعلنة :
يهدف المركز الذي دشنته السعودية كمنظمة دولية ذات إشراف متعدد الأديان إلى مساعدة الأديان على المساهمة في حل مشكلات مثل الصراعات والانحياز والأزمات الصحية حتى لا يتم اساءة التعامل معها واستفحالها.
ويعتزم المركز العمل أولاً على تحسين الكيفية التي يتم بها تناول الديانات في وسائل الإعلام والكتب المدرسية على ان يشمل ذلك مشاركة رجال دين في حملات بشأن صحة الأطفال في الدول الفقيرة واستضافة رجال دين للمتابعة في مقر المركز بفيينا.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ” أنه يأمل أن يساهم المركز في إرساء السلام والتفاهم بين الديانات المختلفة مشيراً إلى أن الدين هو الأساس في الكثير من الصراعات”.
وخلال تدشينه المركز، اعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان النزاعات في الشرق الاوسط او في مالي تجسد الحاجة الى حوار بين الاديان ، وقال بان ان مثل هذا المركز هو اكثر من ضرورة.
واوضح أن “عدداً كبيراً من المسؤولين الدينيين غذوا التعصب وساندوا التطرف ونشروا الحقد”.
واضاف “مع ذلك، نعرف أن التشهير بالآخر ليس استراتيجية سياسية لبلد ما وقارة ما أو عالم سليم”.
وسيكون لمركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي لحوار الاديان الذي بنته السعودية والنمسا واسبانيا معا، وضع منظمة دولية.
وهو يهدف الى التحرك “من اجل تسهيل الحوار والتفهم الديني والثقافي وتعزيز التعاون واحترام التنوع والعدالة والسلام” ، –

 كلام جميل ولكن ماهو رأي المواطن العادي في موضوع حوار الأديان؟؟ -.
عاصفة من الانتقادات والتنديد بحوار الأديان وتعيين الحاخام اليهودي
لاقى خبر تعيين الحاخام اليهودي في إدارة مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان والثقافات عاصفة من ردود الفعل المندده والرافضة وأنشأ المغردون هاش تاق بعنوان “#طرد_الحاخام_الصهيوني”، وكذلك كان رأي المواطن السعودي الرافض لفكرة حوار الأديان …
يقول م. خالد العلكمي على تويتر “نصرف المليارات على مركز حوار أديان في النمسا لكسب ود الغرب، وليس إحترامهم.! حاورونا داخل الوطن.. وبالمجان.. والعائد لا يقدر بثمن! “
ويضيف حسن الخطيب على الفيس بوك ” انى لاعجب كيف تدشن السعوديه مركزا لحوار الاديان وهى عاجزه عن التفاهم مع مذاهب الاسلام التى لا تتبع المذهب الوهابى وبينها وبين المذهب الشيعى خلاف حاد يصل الى حد العداء والتكفير ام انه جزء من جعل ايران العدو الاول للمسلمين وليس اسرائيل ؟ اليس عجيبا ان يقربوا بين الاديان ولا يقربوا بين اصحاب الديانه الواحده ؟!”

ريم آل عاطف كاتبة سعودية أعلنت مقاطعتها لحوار الأديان وغردت عبر حسابها على تويتر ” للتو أعتذرت عن حضور اللقاءالخامس للحوار الوطني، فقبل حوار الأديان أو الأطياف الفكرية لابد من الحوار مع ذوي المظالم والمطالب العادلة في البلد”.
يقول عصام مدير -باحث في مقارنات الأديان كاتب واعلامي من مكة- “القائمون على تجارب حوارات الاديان كلها رددوا ان حواراتهم لا تستهدف الدعوة ولا تتطرق للعقائد والاديان ثم يقولون حوار أديان!! عجبي ثم عجبي!!”.
ويتساءل بوفوزي الكويتي “شنو يعني حوار أديان؟! يعني في مجال أن يكون غير المسلم على حق أو شنو؟!”.
ويضيف عبدالرحمن الصبيح ” أسخف فكرة فكرة حوار الأديان، فكرة غبية وسخيفة، أي حوار مع أديان باطلة!!؟ فرق بين إقامة الحجة والحوار!”.
وتتابع رنا السليمان ” أي أديان وأي حوار الدين الإسلامي قد نسخ جميع الأديان إلا إذا كان الحوار عباره عن دعوه للإسلام فهذا شئ ثاني”.
وتقول بشرى”اللي أعرف إن الإسلام يهدم ماقبله وهو خاتم الأديان كذا درسونا!المشكلة مسمى(حوار أديان)لو قالوا حوار ثقافات أو حضارات تهون”.
ويقول النفيعي محمد “كيف يتسق حوار الأديان مع فهمنا لحديث لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريقٍ فاضطرّوه إلى أضيقه “.
ويستشهد محمد سرحان من غزة بالأية القرآنية ” يقول المولى عز وجل ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتي تتبع ملتهم” ، و يضيف سرحان ” يقول الله عز وجل أيضا لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا” .
ويتابع محمد ابراهيم ” الدنيا فيها اتنين بس مسلم وكافر ، ويتابع ان الدين عند الله الاسلام، ان الله لا يحب الكافرين” .
ويقول عبد الله الحويل ” فلتتوقف اسرائيل عن قتل الفلسطينيين لكي يكون هناك حوار للأديان”

أنا مسلم وسعودي أطلب طرد الحاخام
يقول عفاس بن حرباش “انا مسلم من بلاد الحرمين أرفض عضوية اسرائيل في حوار الاديان وهي تقتل اطفالنا في غزه”
ويضيف أبو سارة سامي الخالد ” أنا سعودي من المدينة ولا يمثلني مؤتمر حوار الأديان في فينا وأبرأ إلى الله منه “
وتتابع د.نورة خالد السعد أكاديمية وكاتبه  ” أنا مسلمة من بلاد الحرمين أرفض عضوية إسرائيلي بمركز حوار الأديان واطالب ب طرد الحاخام الصهيوني فوراً منه”.
ويوضح ناصر الحربي “عضوية إسرائيلي بمركز حوار الأديان مهزلة وتقليل من شأن المملكة العربية السعودية قلب العالم الاسلامي , فيجب طرد الحاخام الصهيوني فوراً منه”
الحاخام  وتاريخه في الدفاع عن الصهيونية !!
كشف عصام مدير -باحث في مقارنات الأديان كاتب واعلامي من مكة عن تاريخ الحاخام في الدفاع عن الصهيونية مطالباً بطرده فوراً .
يقول مدير ” تصريح جديد للصهيوني عضو مجلس ادارة مركز فيينا: “السعودية لا تسمح بدخول اسرائليين ولكن اذا انعقد اجتماع في الرياض فان زملائي لن يذهبوا بدوني”!!
ونقل مدير عن “مقال سابق للحاخام الاسرائيلي قوله أنه لا يوجد نظير في التاريخ يقارن بنجاحات الحركة الصهيونية وما حققته لشعبها اليهودي!”.
وأضاف ” هذا مقطع مرئي للحاخام (عضو مجلس ادارة مركز الحوار السعودي) يهاجم فيه حملات نصرانية في الغرب دعت لمقاطعة كيانه الصهيوني”.
وتابع ” من سجل الحاخام الاسرائيلي الذي يؤكد صهيونيته: هاجم بشراسة كبير حاخامات بريطانيا عندما انتقد الاخير احلال الصهاينة للضفة الغربية وغزة”.
واستطرد  مدير ” الحاخام روزين حمل هم تحسين صورة الصهيونية عند الفاتيكان باسم حوار الاديان. الآن نحن مكنا له دورا اكبر بمركز فيينا”.
ويختم ” تخيلوا الآن حجم الدور الذي سيلعبه الحاخام الاسرائيلي من موقعه بمركز الحوار السعودي وباموالنا وباسم بلاد الحرمين لخدمة الكيان الصهيوني؟”.


مؤيدين : اختيار الحاخام موفق ولاغرابة فيه !!
في الجهة الأخرى .. كان هناك مؤيدين لتعيين الحاخام في مركز الملك عبد الله  يقول أحمد نجيب ” مش شايف غريب فى كده؟ده حوار اديان ووارد أنه يبقى واحد من ثلاثه يا مسلم يا مسيحى يا يهودى ؟؟؟ “.
ويقول محمد المدلج “أنه طريق طويل نتمنى أن يكتب له الاستمرارحتى يستطيع المسلم الذهاب للقدس واليهود زيارة مكه وتفتح جميع اماكن العباده لجميع البشر”.!!
 ويقول محمد جمال ” شي طبيعي أن يمنح عضوية مِثله مثل ممثلين الأديان الأخرى وشي طبيعي ان نكون الممولين مادام هي مبادرتناوتهدف لخدمةالإسلام”
ويضيف ” من باب أولى التركيزعلى ان يعرف العالم اجمع ان الإسلام دين الحق أما الممانعة من محاورته فمعناه أننا مفلسون!  ”
ويتابع “وجهة نظري أرى ان اختيار عضو يحمل هذه السيرة الذاتية انه اختيارموفق جداًلإنه يتيح لنا فرصة إفحامه وإعلاء كلمة الحق”
ويستطرد ” لا أعلم الكثير عن الصهيونية ولكن اعلم عن الإسلام وعن القرآن الذي خاطب جميع البشر بلا إستثناء.
ويضيف حامد جان” العداوة بين الأديان التي نتاجها الاعتداء تطرف يمارسها المتطرفون في كل دين، ولسنا ببريئين من هذه التهمة”

ويستمر الحوار !!
انتهيت تواً من التحقيق الذي يتناول حوار الأديان ، ولكن لم تنتهي القضية بعد ، ففي الجعبة الكثير ، ولكن السؤال الأهم .. هل آن الأوان أن نعيد التفكير في قضية حوار الأديان وبالأخص تعيين الحاخام اليهودي في مركز الملك عبد الله ؟؟ .. هل آن الأوان أن نعترف بأخطائنا ونتدراك الأمر أم أن العجلة التي درات لن تتوقف ؟؟ ،، ويستمر الحوار حول حوار الأديان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق